الصفحة الرئيسية : ثقافة وفن : مُواجهة.. للشاعر : إيهاب ياسر بسيسو
ارسل لصديقك | اطبع |
مُواجهة.. للشاعر : إيهاب ياسر بسيسو
بقلم الاعلام الحقيقي ـ غزة في ابريل 04,2008
مُواجهة..
عندَمَا اكتشفنَا أسماءَنَا المُخبّأة تحت الموج
عَرفنا أنَّنا هنا مُنذ ُ آلاف الحجارة
و أنَّنا قبل أن يَعرفَ موسى طريقَ العَصى
و قبلَ أن يخضَعَ البحرُ لجلدة ِ الرَّب ِ ...
كُنَّا هُنا ...
نلتصقُ بالزَّمن الذي يزرع ُ القمحَ
قرب تلال السّماء ...
كُلما هبَّت ريحُ الغُزاة
قذفناها بالسنديان و القمح
و بالشَّمس التّي غاصَت قي عُروقنا
مُنذ أن تشكلت الأرض ...
عندمَا صَعَدَ الموتُ قمَّة الرِّيح
كُنا هُنا .... نعُدُّ النُّجومَ
و نحتفظ ُ بسماءٍ صافية في جرار الزَّيت
و موعد قريب ٍ للحَصَاد ...
و كُنَّا نّترُكُ أحلامَنَا تَمشي حَافية ً فوقَ البحر
بينما نَعُدُّ خُبزَ الرَّبيع على شواطئنا ...
عندما صَعَدَ الموتُ قمَّة الرِّيح
كُنَّا هُنا ... ننتظر ميلادَ الفراش
ِفوقَ رُؤوس ِ التلال ...
جَدَّاتُ الأرض ِ قي هذه المنحدرات
لم تزل أصابعُهنّ تنسُجُ أكياس الرَّمل ِ
و كنزات الصُّوف
مُنذ ُ ألف شتاء ٍ و صيف ...
لم تزل أقدامُهن تعرفُ طريق النَّبع بين الصُّخور
و لم يزلن يُغنّين لحبيب ٍ صَعَدَ قمَّة التّلال
ِنحوَ عُرس ٍ بعيد ...
لم نخترع خريف الحرب كي نَحصُدَ ثمارَ أرواحنا
و لكنّنا سيَّجنا حقول الشمس ِ بظلالنا
كي نَحرُس بُرتُقالة الحُلم قي دَمنا ...
كُلُّ الذين عرفوا الطريق إلى تلالنا
عَبر أسنَّة الموت
سقطوا في فَخِّ الرِّيح ...
و بقينا نُعمِّرُ الأرض بالأغنيات ...
كلُّ الذين حاوَلُوا الدُّخول إلى لُغتنا
من ثُقوبُ الدَّم ...
و إلى قَمحنا من سياج الشَّوك ...
و إلى نهارنا من دَويِّ القذائف ...
لم يترُكُوا خلفهُم سوى حُطام آلهة
ٍو وحل ِ شتاء
و رَمَاد ...
الغُزاة الذين سقطوا قي مََحَابرنَا
لم يترُكوا سوى ظلال ٍ داكنة
داسَتها سَنَابكُ الحبر ...
كُلما عاد الغُزاةُ إلى أرقهم
خارج عتبات اللَّيل ...
رمَّمنا سقف السَّماء بأغنياتنا
لنحرُس فجر القصيدة
من نَعيبِ البُوم ...
لن يجفَّ الحبرُ في دَمنَا
لأنَّنا نعرفُ من أيِّ بئر ٍ نروي عطش أصابعنا
و من أيِّ غَيمة نُخزِّنُ المَطرَ في حَكَايانا
و من أيِّ زاوية ٍ نَصُدُّ الغُزَاةَ بالقصيدة ...
ديوان نورس الفضاء الضيق
شاعر فلسطيني