حب الكتروني!
إلتقيا عبر نافذة الحاسوب، إهتزت المشاعر، تدفقت الكلمات، رفرف الحب، تواعدا على أن يكونا واحداً.
إرتبطت حياتهما بايقونة مضيئة تسبح في فضاء تحقيق أمنياتهما ولو عن بعد..
قال لها: أحبك، وأجابته:
أحبك، وكانت نافذة الدردشة عبر الحاسوب، شاهداً على حب عصري مختلف عن قصص الحب، فاللقاء عن بعد لم يمنع سريان المشاعر كالدم في الشرايين، إعترفا ببوح داخلي عن الماضي وحلما بمستقبل عجائبي.
إختلفا، تصالحا.. وعادا لبث الشوق وكلمات الحب. في لحظة بوح وإستذكار الماضي قال لها: كانت حبيبتي..
غضبت، صرخت، رفضت كلمة حبيبتي بحجة إن الكلمة من حقها فقط ولها مشروعية الغيرة حتى من ماضيه..
أغلق النافذة غضبا وقال وداعاً، وإنهارت باكية.
حب وطبائع مختلفة!
وقف حائراً بين إحساسه بالحب والخوف من الوقوع فيه.
إبتعد متردداً، إقترب، ثم أخيراً إعترف، توهجت وجنتاها وهي تهمس ضاحكة: أخيراً اعترفت لي. أنا أيضاً أحبك، سارا في طريق الحب خطوة خطوة، تعاهدا على ألا يفترقا لكنه فجأة إكتشف إن طبائعهما مختلفة. فهي تحب مالا يحبه، عصبية، عنيدة، صاخبة، وهو أكثر تسامحاً وأكثر هدوءاً، كيف له أن يعاشر إمرأة مثلها ويعيش حياته القادمة، إفترقا. عاش الكآبة والحيرة، تلفت حوله، إكتشف وجود إمرأة ثانية قريبة منه أحس تجاهها بالحب، وكان خائفاً، لكنه إعترف وإعترفت. تقابلا، تناقشا، إكتشف أنها مغرورة تبحث عن مصالحها توقف. أعلن عصيانه على الحب وعاث فساداً بين النساء!
قرار أقوى من الحب!!
معاً إلتقيا تحت سماء نقاش يبدو بالنسبة إليهما متآلفاً متفقاً. وهذا ما جمعهما في طريق الحب فسارا فرحين وكانت الأحلام رصيدا يجمعانه للأيام المقبلة يستندان إليها لبناء مستقبل لهما.
قال لها: أريدك زوجة للبيت والأولاد.
أجابته/ وعملي.
ضحك وهو يضمها: سأكون أنا والبيت والأولاد عملك الذي لا ينتهي.
إنتفضت غضباً، أعلنت إ‘حتجاجها بقولها: أحب عملي جداً.
سألها ممازحاً: أكثر مني
وبلا مزاج أجابته: هناك فرق، أحبك رجل أحلامي.
لكني أحب عملي أيضاً فهو جزء مني.
صرخ غضباً: لا تعاندي، أريدك زوجة وربة بيت فقط.
واجهته بنفس الصراخ هائجة، وأنا أريدكما معا أنت وعملي.
أعلن غضبه، لا يعجبني هذا الموقف.
صفقت باب علاقتهما وغادرت نهائياً!!
حب الخطيئة!
حين شهق متعة الإنتهاء من حالة اللقاء، إسترخي وهو يضمها لصدره مبتسماً قائلاًبحنو: أنت أكثر من رائعة، إختفت في صدره صامتة، وحين أحس بدموعها، شربها بشفتيه متسائلاً: لم كل هذا البكاء ألست سعيدة معي؟
إبتسمت بألم متسائلة: سعيدة؟! وأنا أغرق معك في بحر الخطيئة! إنفجر غاضباً: هل نعيد الحديث كل مرة بهذا الموضوع؟
أجهشت بالبكاء هامسة: أنت لا تشعر بعذابي.
وإستمر غضبه: وأنت لا تقدرين ظروفي.
تركها وإتجه للحمام ليغتسل، وحين عاد وجدها قد غادرت وبقايا دموعها على الوسادة!!
النساء من وجهة نظره متعة للجسد فقط.
فلكل منهن مذاقها الخاص، وطعمها المختلف، وعقولهن غالباً ناقصة وتعسة، لا تفقه أمور الحياة..
"النساء جميلات في هيجان السرير فقط".
عقل وجسد !
هو كاتب مشهور بمقالاته التي تنادي بتحرر المرأة وبأحقيتها بالوقوف جانب الرجل لا وراءه، وحين يسأله المقربون.. لم لا تتزوج، يضحك ساخراً أعطوني إمرأة تفهم لأتزوجها! ورغم مواقفه الخفية للبعض كانت صورته الزاهية تجذب النساء فيقتربن إليه وكثيرات وصلن إلى سريره لمرة أو إثنتين ثم غادرهن بحجة إن الجسد لقاء ثانوي ووقتي ليس إلا.
في غفلة من زمانه إلتقاها، إمرأة مختلفة بإيمانها لمعنى التحرر الحقيقي لا شعارات الزيف الذي تطليه وسأل نفسه: معقول أن أجد مثل هذه المرأة الرائعة شدته بثقافتها وأخلاقها وتصرفاتها، إعترف من داخله أنه أحبها وبجرأته طلبها للسرير، فطلبته للزواج، وحين وافق وإكتشفت حقيقته، تركته بعقلها غير آسفة!!.