منتديات عائلة شرير
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


ملتقي عائلة شرير فى الوطن والشتات
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
ملــتقي ومنتديـآت عائلة شـريـر ترحـب بآعــضآءها والضـيوف الـكرآم فـآهلا وسـهلا بكـمّ

 

 أهمية الوقت فى الإسلام الحلقة الأولى

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أبو حمزة
ع ـضو جديد
ع ـضو جديد
أبو حمزة


عدد المشاركات : 45
تاريخ التسجيل : 19/03/2008

أهمية الوقت فى الإسلام الحلقة الأولى Empty
مُساهمةموضوع: أهمية الوقت فى الإسلام الحلقة الأولى   أهمية الوقت فى الإسلام الحلقة الأولى Icon_minitimeالأحد أبريل 06 2008, 11:58

رقم الدرس : 85/100 لفضيلة الأستاذ محمد راتب النابلسي
الموضوع : مدارج السالكين ـ منزلة الوقت .
التاريخ : 28/02/2000 .
تفريغ الشريط : عماد علان .
مراجعة وتدقيق : الآنسة عفاف الجزائري .
التنقيح النهائي : المهندس غسان السراقبي .

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيّدنا محمد الصادق الواعد الأمين ، اللهمّ لا علم لنا إلا ما علَّمتنا إنَّك أنت العليم الحكيم ، اللهمّ علِّمنا ما ينفعنا ، وانْفعنا بما علَّمتنا ، وزِدنا علمًا ، وأرِنا الحقّ حقًا وارزقنا اتِّباعه ، وأرِنا الباطل باطلا وارزقنا اجْتِنابه ، واجْعلنا مِمَّن يستمعون القَوْل فيتَّبِعون أحْسَنَهُ ، وأدْخِلنا بِرَحمتِكَ في عبادك الصالحين .
أيها الإخوة المؤمنون ؛ مع الدرس الخامس والثمانين من دروس مدارج السالكين في منازل إياك نعبد وإيّاك نستعين ، والمنزلة اليوم هي منزلة الوقت ، ولا أُبالغ إذا قلتُ : إنّ الوقت أخطرُ شيءٍ في حياة الإنسان لأنّه رأسُ ماله الوحيد ، ولأنّه أثمنُ ما يملك ، بل إنّ الإنسان هو وقت ، هو بضعةُ أيّام ، كلّما انقضى يومٌ انقضى بضعٌ منه .
مفهوم الزّمن مفهوم دقيق ومعقّد ، الله سبحانه وتعالى خلق الكون ، وجعلهُ متحرِّكًا ، قال تعالى :

( سورة يس ) .
والزمن هو البعد الحركي الرابع للأشياء ، فالنقطة إذا تحرّكت رسمت خطًّا ، والخطّ إذا تحرّك رسمَ سطحًا ، والسّطح إذا تحرّك رسم حجمًا ، والحجم إذا تحرّك شكَّل وقتًا ، فكلّ شيءٍ متحرّك يتحرّك ضمن زمن ، بِمَعنى آخر أنّ الحدث الشيء الذي يقع لابدّ له من مكان يحويه ، فالإنسان لا يمكن أن يتصوّر حدثًا بلا مكان ، يقول لك : فلان هدم بيته ، أين بيته ؟ فلان مرض ابنه ، أين يقيم ابنه ؟ فكلّ حدثٍ يحتاج إلى مكان ، كما أنّ كلّ حدثٍ يحتاج إلى زمان ، مكان يحويه ، وزمان يضمُّه ، وكلّ حدثٍ يحتاج إلى محدث ، وكلّ حدَثٍ يحتاج إلى غاية ، فالإنسان لا يفهمُ حدثًا بلا غاية ، فالحدَث له مكان زمان ومُحْدِث وغاية .
الزّمن أخطر شيءٍ في حياة الإنسان لأنّه وعاء عمله ، انظر إلى إنسانٍ يملك الملايين ، في أوربا وأمريكا أغنياء بأرقام فلكيّة ، سبعةٌ وتسعون مليار دولار يملكها شابّ في الثانية والأربعين ! هذا لو جاءتْهُ المنيّةُ فجأةً ما قيمة هذا المال ؟! الوقت أهمّ من المال ، والدليل أنّ إنسانًا أُصيب بِمَرضٍ عُضال وهناك جهة في بعض البلاد الغنيّة يمكن أن تُجرى له عملية في هذا البلد ، لكنّ كُلفة العمليّة بِثَمن بيتِهِ لا يتردَّد ثانيةً واحدة في بيع البيت وإجراء العمليّة ، ذلك لأنّه مركَّبٌ في أعماقه أنّ الوقت أثْمن من المال يبيعُ بيته الوحيد الذي لا يملك غيره ليُجريَ هذه العمليّة التي يتوهَّم أنَّها تُمِدُّ في أجله بضْع سنين ، هكذا الإنسان ، وكلّنا نعلم أنّ الإنسان إذا أمْسكَ مئة ألف ليرة ، وأحرقها أمامك تحكمُ عليه بالسَّفه والجنون والخلل العقلي قطعًا ، لأنّ إتلاف المال يُعدّ سفاهةً ، وقد قال الله عز وجل :

( سورة النساء ) .
وبما أنّ الإنسان إذا أتلف مالهُ يُعدُّ سفيهًا ، فإذا أتلف وقتهُ فهو أشدّ ، سفاهةً فالعاقل يرشّد استهلاك الوقت ، كما قال الله عز وجل :

( سورة المؤمنون ) .
عن عملٍ لا قيمة له ، عن حديث فارغٍ ، عن متعةٍ رخيصةٍ ، عن مناقشةٍ لا جدوى منها ، عن خصومةٍ لا يعدّ المنتصر فيها منتصرًا ، ولا المنهزم منهزمًا ، وكم من قضيّة تافهةٍ تستهلك أوقات الناس وقد مرَّ بعض الصالحين بِمَقهى ورأى فيه أُناسًا يلعبون النَّرْد فقال : يا سبحان الله ، لو أنّ الوقت يُشترى من هؤلاء لاشتريناهُ منهم !
إنّ المؤمن الصادق الذي عرف الله عز وجل ، وعرف سرّ وُجوده وغاية وُجوده ، لا يجدُ شيئًا أثمن في حياته من الوقت ، ينفقهُ بِتَخطيط دقيق ، وحِرْصٍ شديد ، ومُتابعةٍ دائمة ، لأنّ الإنسان بضعة أيّام كلّما انقضى يوم منه انقضى بضعٌ منه ، ولكن أين نجدُ معنى الوقت في القرآن الكريم ؟
أليْسَت هذه منزلة من منازل مدارج السالكين ؟ أين نجدُ معنى الوقت في القرآن الكريم ؟ في سورة العصر ، يقول الله تعالى :

( سورة العصر ) .
كيف يخسر ؟ مُضيّ الزّمن وحدهُ يستهلكهُ ، نحن جميعًا من دون استثناء ينقص عمرنا ، كلّ واحدٍ منَّا له نهاية ثابتة ، ونحن متحرّكون نحو نهايةٍ ثابتة ، كلّ ثانية ، وكلّ دقيقة تقرّبنا من هذه النهاية الثابتة ، إذًا نحن في خسارة ، لأنّ مُضيَّ الزّمن يستهلكنا ، هذا الشيء يتّضح فيمن يستأجر بيتًا سياحيًّا الأيّام تمضي سريعًا ، أوَّل الشّهر وآخر الشّهر ! الشّهر الأوّل والثاني والثالث والرابع والخامس ثمّ تفضّل! ينتقل إلى بيت آخر ، يقول لك : مَضَتْ عليّ هذه الشّهور كلمْح البصَر ، فلو أنّ إنسانًا استأجر سيّارة يمرّ الوقت معه سريعًا ، فالوقت شيءٌ دقيق جدًّا ، هو أنت ، ورأسُ مالك ، ووِعاءُ عملك ، والعاقل هو الذي ينفق وقتهُ إنفاقًا مرشَّدًا ، إنفاقًا استثماريًّا لا إنفاقًا استهلاكيًّا ، قال تعالى :

( سورة العصر ) .
وقتٌ تُمضيه في معرفة الله هو وقتٌ مستثْمَر ، وليس ضائعًا ، وقتٌ تمضيه في معرفة منهجه هذا وقتٌ مستثمَر ليس ضائعًا ، وقتٌ تمضيه في العمل الصالح وبِخِدمة الخلق ، وفي رعاية الضعيف ، وفي رعاية اليتيم ، وفي عيادة المريض ، وفي تعليم العلم ، وفي الدعوة إلى الله ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وتفقّد الفقراء والمساكين والبائسين ، وإقامة بيوت الله تعالى ، كلُّ عملٍ يفضي بك إلى الجنّة فعلهُ هو استثمارٌ للوقت ، ثمّ كلُّ وقتٍ تتواصى بالحق به مع الناس هو استثمارٌ له ، ومصيبة تأتيك وأنت صابرٌ عليها ، فتتحمّلها ، فإنّ وقتَ هذا التَّحمّل مستثمر وليس ضائعًا ، هذه الصورة تُعَدّ أصلاً في موضوع الوقت الذي ورد ذكرهُ في القرآن الكريم ، هناك آيةٌ أخرى تُشير إلى معنى الوقت ؛ قال تعالى :

( سورة البقرة ) .
الإنسان مخيّر ، وهو يُوَلِّي وِجهته نحو الخير ، أو نحو الشرّ ، نحو الحقّ أو الباطل ، نحو المبدأ أو الشّهوة ، نحو خدمة الناس أو استهلاك جُهودهم ، خدمتهم أو استخدامهم ، نحو إكرام الناس أو ابتزاز أموالهم ، الوقت يجري ، فاستبقوا الخيرات ، قال تعالى :

( سورة البقرة ) .
أنت في فرصةٍ ذهبيّة محدودة ، تصوّر إنسانًا يؤدّي امتحانًا لمادّة أساسيّة في سنة التخرّج والأسئلة كثيرة ، هل يمكن أن يعبث بأشيائه ؟ مثلاً هل رأيتم طالبًا في الأرض وهو على منضدة الامتحان يعبثُ بِساعته ؟ أو يعدّ ما في جيْبِهِ من مال ؟ مستحيل ، هو في امتحان ، وكلّ دقيقة متعلّقة بِمَصيره وكلّ دقيقة متعلّقة بعلامة من علامات النجاح ، أنا أضرب لكم أمثلة في أوقاتٍ حرجةٍ ، قضيّة وقت الامتحان ، ووقت أداء امتحان شفوي ، هو أيضًا وقت حرج ، كلمة وسارعوا ، الوقت كالسّيف إن لم تقطعه قطعَكَ ، فالآية الكريمة :

في أية مكانة أنت ، أو في أيّ مكان أنت ، قال الشاعر :
لا تَأمَنِ المَوْتَ فِي طَرْفٍ وَلاَ نَفَسٍ وَإِنْ تَمَنَّعْتَ بِالْحُجَّابِ وَالْحَـــرَسِ
فَمَا تَزَالُ سِهَامُ الْمَوْتِ نَــــافِذَةً فِي جَنْبِ مَدَّرِعٍ مِنْهَا وَ مُتَّـــرِسِ
أَرَاكَ لَسْتَ بِوَقَّافٍ وَلاَ حـَـــذِرٍ كَالحَاطِبِ الخَابِطِ الأَعْوَادَ فِي الْغَلَسِ
تَرْجُو النَّجَاةَ وَلَمْ تَسْلُكْ مَسَـالِكَـهَا إِنَّ السَّفِينَةَ لاَ تَجْرِي عَلَى اليَــبَسِ
إنسانٌ غارقٌ في عملٍ لا يُرضي الله تعالى فوافتْهُ المنيّة ، هذه مصيبة ، وإنسانٌ غارق في المال الحرام فوافتْهُ المنيّة ، إنسانٌ غارقٌ في المباحات فوافتْهُ المنيّة ، انتقل من كلّ شيء إلى لا شيء ، معنى ذلك :

( سورة آل عمران ) .
"سارعوا" هنا فيها مَلْمَحٌ للوقت .
الوقت يمضي سريعًا ، يوم ، ثم أسبوع ، ثمّ شهر ، ثمّ سنة ، وعَقْد ، كلّ واحد منكم يسترجع بَعض ذكرياته سنة الثمانين ، الآن نحن في سنة ألفين ! كيف مضَت هذه السنوات العشرون ؟ والله كلمْح البصَر ، أنا كنت مدير ثانويّة في إحدى المحافظات دعاني أحدُهم إلى وليمةٍ في هذا المكان ، مضى على عملي التدريسي والإداري في هذه الثانويّة ثلاثون عامًا ، أكثر الطلاّب أصبحوا بسنٍّ كبيرة ، بعضهم أطبّاء ، وبعضهم في سلك الجيش ، وفي سلك الشّرطة ... سبحان الله ثلاثون عامًا كيف مضَتْ ؟ بينما كنتُ في هذه البلدة مديرًا للثانويّة ، وبعد زيارتي الثانية بعد ثلاثين سنة ، كيف مضَت هذه الأعوام الثلاثون ؟ كَلَمْح البصَر ، فالوقتُ يمضي سريعًا ، نحن كلّنا حاضرون ، لكن ما بين غمْضة عينٍ وانتباهها يُعلّق نعيُه على الجدران ، رحمه الله تعالى ، لقد كان صالحًا ، سبحان الله لم تكن به علّة ، حدّثني أخ فقال : أنا أُصلّي في أحد مساجد المزّة ، وهناك أخٌ يصلّي معنا دائمًا ، لا يغيبُ ولا يومًا ، لكنه ذو دعابة وكلّ يوم له طرفة ويُسمِعُنِي إيّاها في الطريق بعد انتهاء الصلاة ، والبارحة خرجنا معًا من المسجد وكان في حالة عادية جدًّا ، بكامل صحّته ، وحيويّته ، ونشاطه ، بكمل تألّقه ومرحه ، فَذَكَر بعض الطُّرَف وذهبَ كلٌّ منَّا إلى بيته ، ورأيتُه ظهرًا في بعض مواقف السيارات بدمشق ، أقْسَم لي بالله العظيم أنّه صلى عليه بعد العصر! كان معنا في المسجد فجرًا ، ولمحتهُ ظهرًا في موقف السيارات ، وصلَّيْتُ عليه صلاة الجنازة وقْت العصر ، هكذا الدّنيا ! الموت يأتي فجأةً والقبر صندوق العمل .
ما رأيتُ أعقلَ من إنسانٍ يعمل لهذه الساعة التي لا بدّ منها، كلُّ ما تجمِّعهُ في الدّنيا تخسرهُ في ثانيةٍ واحدة إلا أن تكون تقيًّا ، وا كربتاه يا أبتاه ، قال : لا كرْب على أبيك بعد اليوم غدًا نلقى الأحبّة؛ محمَّدًا وصحبهُ .
إذًا المعنى الثاني للوقت ، هو قوله تعالى :

( سورة آل عمران ) .
الآية الثالثة ؛ قوله تعالى :
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
أهمية الوقت فى الإسلام الحلقة الأولى
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات عائلة شرير :: الأقسام العامة :: المنتدى الاسلامى-
انتقل الى: