منتديات عائلة شرير
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


ملتقي عائلة شرير فى الوطن والشتات
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
ملــتقي ومنتديـآت عائلة شـريـر ترحـب بآعــضآءها والضـيوف الـكرآم فـآهلا وسـهلا بكـمّ

 

 سلسلة أسماء الله الحسنى ( مؤتى الحكمة ) للشيخ محمد راتب النابلسى

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
أبو حمزة
ع ـضو جديد
ع ـضو جديد
أبو حمزة


عدد المشاركات : 45
تاريخ التسجيل : 19/03/2008

سلسلة أسماء الله الحسنى ( مؤتى الحكمة ) للشيخ محمد راتب النابلسى Empty
مُساهمةموضوع: سلسلة أسماء الله الحسنى ( مؤتى الحكمة ) للشيخ محمد راتب النابلسى   سلسلة أسماء الله الحسنى ( مؤتى الحكمة ) للشيخ محمد راتب النابلسى Icon_minitimeالأحد أبريل 06 2008, 11:24

رقــم الــدرس : 100/100، لفضيلة الأستاذ محمد راتب النابلسي
المــوضــوع : أسماء الله الحسنى : مؤتي الحِكمة .
تفريغ : السيّد عماد علان .
تدقيق لغوي : السيد غازي سليمان القدسي
تنقيح نهائي : المهندس غسان السراقبي

بِسْمِ الله الرحمَنِ الرَّحِيمِ


الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيّدنا محمد الصادق الوعد الأمين ، اللّهم لا علم لنا إلاّ ما علمتنا إنّك أنت العليم الحكيم، اللّهم علِّمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علّمتنا وزدنا علما ، وأرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه واجعلنا ممّن يستمعون القول فيتبعون أحسنه ، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصّالحين .
أيّها الإخوة الكرام ؛ مع درسٍ جديد من دروس أسماء الله الحسنى ومع الدرس المُتِمِّ للمائة والاسم اليوم : مُؤْتي الحِكمة .
أوَّلُ شيءٍ في هذا الاسم إنَّ الله حكيم ويُؤْتي الحِكمة وحليمٌ يؤتي الحِلم ورحيم يؤتي الرحمة ومن هنا ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلَّم " أنْ تخلَّقوا بِأَخلاق الله " ومن هنا كان اسْتِخْلاف الإنسان في الأرض قال تعالى :


(سورة البقرة)
أيها الإخوة الكِرام : قبل أنْ ندْخل في تفاصيل هذا الدرس لابد من وَقْفَةٍ قصيرةٍ حوْلَ الحِكْمة ؛ الحِكْمة تَدُلّ على الترْجيح ولا ترْجيح بِلا مُرَجِّح يعْني شيءٌ يُمْكن أنْ يكون في أوْضاعٍ كثيرة وأنت اخْتَرْت هذا الوَضْع المُناسِب فهذا العمل اسمه ترْجيح ؛ رَجَّحْتَ هذا المكان على هذا المكان فهذا الترْجيح يَحْتاج إلى مُرَجِّح وأَوْضَحُ مثَلٍ مِفْتاح الكهْرباء يُمْكن أنْ يوضَع في أسْفل الحائِط ويُمْكن أنْ يوضَع في أعلى الحائط أما حينما وُضِع في مكانٍ مُعْتَدِل يتناسَبُ مع طول الإنسان وحرَكَة يدِهِ نقول هذا المكان فيه حِكْمَة أو فيه ترْجيح ولا ترْجيح بِلا مُرَجِّح .
ولعلّ دليل الحِكمة من أكبر الأدِلَّة على وُجود الله وعلى عَظَمَتِهِ فَمَثَلاً الطير الصغير الذي في البَيْضة كيف سَيَخْرُج منها ؟ في وَقْتٍ مُناسِبٍ جداً وفي مكانٍ مُناسِبٍ جداً يَنْمو له نُتوءٌ مُدَبَّب ويَثقب بِه جِدار البيْضَة وبعد حينٍ يتلاشى هذا النُّتوء ويعود مِنْقارُه إلى ما كان عليه في الوَقْتٍ المُناسِبٍ وفي المكانٍ المُناسِبٍ وفي الحجم المناسب وفي الشكل المُناسب ظهر هذا النُّتوء ونقول : هذا الترْجيح يَحْتاج إلى مُرجِّح والعَقْل لا يقْبل أنّ هذا الشيء تَمَّ وَحْدَهُ .
الماء إذا برَّدْناهُ شأنُهُ كشأنِ أيِّ عُنْصر ينْكَمِشُ حجْمُهُ إلى درجة زائد أربعة تنْعكِس الآية ولولا هذه الخاصَّة لما كان على الأرض حياة ؛ يتَمَدَّدُ الماء إذا بلغَ درجة زائِد أربعة ، حِكْمَةٌ مُطْلَقَة ولَوْلاها لما قامَتْ حياة فالحِكمة ترْجيح ولا ترْجيح بِلا مُرَجِّح .
قد يذهب إنسانٌ إلى بلدٍ في أقْصى الشمال وقد تصِل الحرارة إلى سَبْعين تحت الصِّفر كلُّ شيءٍ يُمْكن أنْ تُغَطِّيه تُغَطي يَدَيْك ورِجْلَيْك وجِهازك التنفُّسي وترْتدي الألْبِسَة الصوفِيَّة والمِعْطف والقُبَّعة فَكُلُّ شيءٍ يُمْكن أن تُغَطيه إلا العَيْن إذا غَطَّيْتها فقَدْتَ البصر والهواء الذي يُلامِسُها سبْعين تحت الصِّفر إذاً لا بدَّ من أنْ يتَجَمَّد ماء العَيْن ويفْقد الإنسان البصر ؛ من أوْدع في العين مادَّةً مُضادَّةٌ للتَجَمُّد ؟ هذه حِكْمَةٌ مُطْلَقَة ولولا هذه المادَّة لَفَقَد كلُّ الذين يعيشون في المناطِق الباردة أبْصارهم لا ترْجيح بلا مُرجِّح ولا حِكْمة بِلا مُحْكِم ولا حِكْمَة بِلا حكيم .
فالله سُبْحانَهُ وتعالى هو الحكيم فَهُو تعالى حِكْمَتُهُ مُطْلَقَة والإنسان حِكْمَتُهُ نِسْبِيَّة وأحْياناً يفْعلُ فِعْلاً غير حكيم بِسَبَب ضغْط أو إغراء أو بِسَبب جهْل فإما تحَمَّل ضغْطاً كبيراً فَتَكَلَّمَ كلِمَةً غير حكيمة أو وقف مَوْقِفاً غير حكيم أو سلَك طريقاً غير مَشْروع أو خضع لإغراءٍ شديد فاخْتَلَّ عَقْلُهُ وانْساقَ مع شهْوَتِهِ أو يجْهل حقيقة هذا الشيء فيرْتَكَبَ حماقَة ، فالإنسان إذا بدا لك حكيماً فهُو حكيمٌ أحْياناً أما الحكيم مُطْلقاً هو الله عز وجل لأنه مُنَزَّهٌ عن الضغط والإكْراه والجهْل فأَفْعالُهُ تعالى تُلابِسُها الحِكْمة المُطْلقة .
وهذه الحقيقة أيها الإخوة أنَّ كُلَّ شيءٍ وقع له حِكمة حتى إنهم قالوا لِكُلِّ واقِعٍ حِكْمة فِكْرة مُريحة جداً وبسيطة وهي أنَّكَ لن تُعاني أزْمة نفْسِيَّة ولن تُعاني حِقْداً ولا ضيقاً ولا كراهِيَةً ولا ندَماً ، لا تقول : لو أنَّني فعَلْتُ كذا وكذا فهذه الفِكرة البسيطة وهي كُلُّ شيءٍ وقع أراده الله لأنه لا يليق بالله أنْ يقع شيءٌ لا يُريدُه وكُلُّ ما أرادَهُ الله وقَع وأَفْعال الله مُتَعَلِّقَةٌ بِالحِكْمة المُطلقة والحِكمة المُطلقة مُتَعَلِّقةٌ بِالخير المُطْلق وبذا انتهى النَّدَم والحِقد وانتهت كلِمة ليْتَ .
لا تَقُل: لو أنَّني فعَلْتُ كذا وكذا ولكن قُل : قدَّر الله وما شاء فعل فإنَّ كلِمة لو تفْتَحُ عملَ الشيطان أتَرى أيها الأخ الكريم ما يحْدث في العالم، هناك شرور ومجاعات وآثام وزلازِل وبراكين تنْفَجِر وفَيَضانات وصقيعٌ لا يُحْتَمَل وإتْلافٌ للمحاصيل وحُروبٌ أهْلِيَّة ، يجب أنْ تؤمن وهذا الإيمان يَحْتاج إلى جُهْد أنَّ كُلَّ شيءٍ وقع لِحِكْمَةٍ بالِغةٍ مُطْلَقَة وهذه كُلُّها للخير المُطْلق ، ولكنَّك أنت ترى هكذا رؤية محْدودة فَتَرى الشر ولكنَّ الله يُريد من أفْعالِهِ كلِّها الخير المُطلق .
تصَوَّر أنَّ غلاماً يُضْرب من قِبَل أبٍ شديد وبعد أنْ ضُرب كثيراً أصْبح هذا الغلام الطالب في مُسْتَقْبَلِهِ من ألْمَعِ الشَّخْصِيات ، بِالنظر القريب والقصير هناك قَسْوة وشرّ وبِالنظر البعيد هناك خير كثير فبعد أنْ ضُبط هذا الغلام ودرس وأخذ شهاداتٍ عُلْيا وشغل مناصِب رفيعَة وصار دَخْلُهُ وفيراً - من باب الدنيا - فهذا حينما ينعَمُ بِبَحْبوحَة ومَكانَة اجْتِماعِيَّة وبيْت مُريح ومرْكبة وزوْجة واحْتِرامات من قِبَل الناس سيُقَبِّلُ يد أبيه التي ضَرَبَتْهُ يوْم كانَ صغيراً فعلى المدى القصير قد يبْدو لك الشر أما على المدى البعيد فيبْدو لك الخير المُطْلق لِذلك أيُّ إنْسانٍ على وَجْهِ الأرض من آدم إلى يَوْم القِيامة حينما يقِفُ بين يدي الله عز وجل يُلَخِّص علاقة الله به بِكَلِمَةٍ واحِدة هي : الحمد لله ، قال تعالى :


(سورة يونس)
أَرَأَيْت إلى هذه الفِكْرة ؛ والله أيها الإخوة أكاد أقول : إنَّ تِسْعة أعْشار الأمْراض العُضال أسْبابُها نفْسِيَّة ؛ ضغْط نفْسي وقلقٌ وخوْفٌ وحَيْرة وحِقْد فإنْ آمنت بِهذه الحقيقة تشْفى من كلٍّ أمْراضِك النَّفْسِيَّة ولا ترى إلا يد الله تعْمل في الخَفاء ولا ترى مع الله أحداً وتقول : الله هو كلُّ شيء وبِالتعبير الدارِجْ : ما في إلا الله ، واللهُ كبيرٌ وتتعامل معه وحْده وتُخْلِصُ له وتَمْحَضُهُ وُدَّك وحُبَّك وإخْلاصَك وطاعَتَك وتُقَدِّم له حياتَك وشبابك ومالك وعِلْمك ولِسانك وقلمَك وخِبْرتك وهذا هو الإيمان فَلِكُلِّ واقِعٍ حِكْمة ولكن هذه الرؤية يصْعُب أن تُنْقَل بِصورِتِها اللفْظيَّة فالإيمان والسلوك في طريق الإيمان ومُجاهَدَة النَّفْس والهوى ولُزوم مجالِسِ العِلْم وتِلاوة القرآن ومَعْرِفة السنّة والاسْتِقامة والعمل الصالح وفي نِهاية هذا المَطاف سترى أنَّ يَدَ الله وحْدها تعْمل في الخفاء وفي النِّهاية ترى أنِّ يد الله فوق أيْديهم قال تعالى :


(سورة الأنفال)
لذلك لا ألم ولا خَوْف ولا قلَق والحِكمة أن نضع الشيء المُناسِب في المكان المُناسِب في الحجم المُناسِب وفي الوقت المُناسِب وبِالقَدْر المُناسِب وبِالأسْلوب المُناسب والله هو وحْده الحكيم ولا حكيم سِواه وحكْمة البشَر مُسْتَنْبَطةٌ من حِكْمة الله ؛ وحينما فتح النبي عليه الصلاة والسلام مكَّة ماذا قال أبو سُفْيان ؟ قال : ما أَحْكَمَك وما أعْقَلَك وما أرْحَمَك وما أوْصَلَك .
إخْواننا الكِرام ، لمّا يقول الله عز وجل :


(سورة البقرة)
فَرَبُّنا يقول : "خيراً كثيراً "، الخير الكثير لا بِحَجْمِ رصيدِك فيه من المصارِف ولا بِبَيْتٍ فَخْم ولا بِزَوْجَةٍ رائِعة ولا بِدَخْلٍ كبير ولا بِصِحَّةٍ جيدة إنما الخير الكثير أنْ تُؤْتى الحِكْمة لأنّك بِالحِكمة تسْعد وبِالحِكمة تُصْلِحُ الزوجة السيِّئة وبِالحُمْق تُفْسِد الصالِح وبالحكمة تَجْلِب المال وبِالحُمْق تُبَدِّد المال وبالحِكْمة تكْسِب الأصْدِقاء وبِالحُمْق تُفَرِّقُهم : " يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلا أُوْلُوا الأَلْبَابِ " ، فالله عز وجل حكيم ويُؤتي الحِكمة .
بعْضهم قال : الحِكمة ليْسَتْ كَسْبِيَّةً لا تُكْتَسَب ولكِنَّها تؤتى ، وبعْضُهم قال : المؤمن حينما يسْتقيم على أمْر الله ويُخْلِص له يُكافِئهُ بالحِكمة ، ووالله أيُّها الإخوة ، أسْتَنِد فيما أقول لِقِصَصٍ من أزواجٍ وزوْجات ومن إخوة وأخواتٍ ومن شُرَكاء حُمْقٌ ما بعْده حُمْق وانْحرافٌ ما بعْده انْحِراف ؛ إنْسانٌ يُدَمِّر نفْسَهُ بِيَدَيْه ويُخَرِّب بيْتَهُ بِيَدَيْه ويُدمِّر سعادتَهُ بيَدَيْه لِعَدَم وُجود الحِكمة ؛ كلِمة غير مُناسِبة وهذا الكلام مؤلم ويحمل نتائج قاسِيَة ، قال قائل :

إنَّ القلوب إذا تناثر وُدُّها مثل الزجاجة كسْرُها لا يُجْبَرُ

هناك شيءٌ في الأدب يُسَمى التَّشْطير وهو أنْ يأتي شاعر فَيَجْعل من شَطْر البَيْت الشطْر الأول ويَصوغُ شَطْراً ثانِياً وشَطْراً ثالِثاً ويأتي بالشَّطْر الثاني ليجعله شطْراً رابِعاً :
إنَّ القلوب إذا تناثر وُدُّها مثل الزجاجة كسْرُها لا يُجْبَرُ
فَأخذ الشَطَّر الأول هذا البيْت فقال :
إنَّ القلوب إذا تناثر وُدُّهـا عند الأكارم جَبْرُها لا يَعْسُرُ
قُلوب أرْذال الأنام إذا اِلْتوت مثل الزجاجة كسْرُها لا يُجْبَرُ
ثم جعل من الشطر الثاني من البيت السابق سطراً رابعاً .
في بعض الأحْيان كلِمَةٌ تُنْهي شرِكة وكلِمَةٌ تُشَرِّدُ أسْرةٌ ومَوْقِفٌ تَخْسَر عملك فيه قال تعالى: " يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلا أُوْلُوا الأَلْبَابِ " .
أحْياناً تجد إنساناً يِعَمَل عملاً مرموقاً ، وله مكانة رفيعة ، ودَخْل كبير فَيَخون صاحِب العَمَل فَيُنْهي عَمَلَهُ ويُصْبِح مُتَشَرِّداً في الطرقات ، ارْتَكَب حماقة كبيرة ، أيها الإخوة أنا أُصَدِّق الله عز وجل : " يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلا أُوْلُوا الأَلْبَابِ " .
في بَيْتِك قد تُؤتى الحِكْمة وتعيش مع زوْجَةٍ عُمُراً مديداً تسْعَدُ بها وتَسْعَد بك أما بِالحُمْق تُطَلِّقُها وتَخْسَرُها وتَخْسَرُك .
أحْياناً تجد إنساناً عنده مال يُبَدِّدُهُ بِأساليب تافِهَة ثمّ يبْقى بِلا مال وأحْياناً يغْضب المرْء فَيُطَلِّق زوْجَتَهُ ويُصْبِح على أبْواب المُفْتين فالذي تساهَلَ معه منهم يشُكُّ في عِلْمِهِ والذي تشَدَّد عليه يشُكُّ في رحْمَتِه ، ومن بابٍ إلى باب ومن مُفْتٍِ إلى مُفْتٍ وكان يُغْنيك ألا تُطَلِّق هذه الزوْجَة وأنْ تبْقى عِصْمَتُها بِيَدِك أما حينما طلَّقْتَها أصْبَحت عِصْمَتُها بِيَدِها وأنت لا تدْري ؛ فالحِكْمَة أيها الإخوة كما ورد عِلْمٌ مُطَبَّق والله عز وجلّ قال :


(سورة الجاثية)
فقد تُحَصِّلُ عِلماً كبيراً ولا تكون حكيماً أما الحِكْمَة أنْ تسْتفيد من عِلْمِك وأنْ تجْعَل من عِلْمِك عِلْماً عمَلِياً ؛ إذْ هناك عِلْم عملي وآخر نظري فأنت حينما تسْتَفيد من عِلْمِك تكون حكيماً فالحِكْمَة حقيقةٌ مُطَبَّقَةٌ في حيِّز الواقِع ، والحِكمة إصابة الحقّ والحق ما طابق الواقِع إذْ الضلال أنْ تتوَهم شيئاً غير واقِعي وأن تظنّ شيئاً غير صحيح والمِقياس هو الواقِع فالحِكْمة أنْ تكون واقِعِياً فالإنسان إذا ابْتَعَد عن الواقِع وقع في الوهْم وصارَتْ أفْكارُهُ وهْماً وظناً وشكاً وغلبة ظنٍّ أما الحِكمة أنْ تبْلغ حدّ اليقين : " وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كثيراً " اسْمع إلى قوْلِه تعالى:


(سورة لقمان)
الحِكمة كلُّها أنْ تشْكر الله لأنّ الله أنْعم عليك بِنِعْمَة الإيجاد وأنْعم عليك بِنِعْمَة الإمْداد وأنْعم عليك بِنِعْمَة الهُدى والرشاد فالحِكْمَة أنْ تشْكر الله والكَوْنُ مُسَخَّر تسْخير تعْريف ومُسَخَّرٌ تسْخير تكْريم فإنْ آمنت وَشَكَرْتَ حقَّقْتَ الهَدَف من وُجودِك ، ألَيْس الله بِأَحْكم الحاكِمين ، فَحِكْمَة الحُكَماء مُسْتَمَدَّةٌ من حِكمة الله يُعْطي الحِكمة أو لا يُعْطيها والدليل أنَّهُ إذا أراد الله إنفاذ أمر أخذ من كُلِّ ذي لُبٍّ لُبَّهُ فهذا أبو لَهَب لو ذهب إلى النبي صلى الله عليه وسلَّم وقال يا رسول الله صلى الله عليه وسَلَّم أشْهد أن لا إله إلا الله وأشْهد أنّ محمّداً رسول الله لنجا إلى الأبد ، ولما أنزل الله فيه ، قال تعالى


(سورة المسد)
فَطَريق الإرادة لأبي لهَبٍ بِيَدِ الله عز وجل ، ومن أجْل أنْ تعْلم أنَّ كُلّ مخْلوقٍ أمر بِيَد الله سبحانه ، فهؤلاء السُّفهاء قال تعالى :


(سورة البقرة)
كأنَّ الله يُخاطِب الناس من أهل مكّة ، واليهود ويقول أنتم سُفَهاء وسَوْف تقولون هذا الكلام قال تعالى : " سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنْ النَّاسِ مَا وَلاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمْ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ " .
حسناً ، هؤلاء الذين سُمُّوا سُفهاء لو فكَّروا قليلاً ثمّ سكتوا فَلَو أنَّهم سكتوا أبْطلوا كلام الله ، ولكنهم تكلموا وقالوا كما أخبرت به الآية ، من أجل أن تعلَم أنّ الله بِيَدِه كُلُّ شيء وناصِيَة كلِّ شيءٍ وإذا أراد الله إنفاذ أمر أخذ من كلِّ ذي لُبٍّ لُبَّهُ والله عز وجل طليق الإرادة ولا شيءَ يقِفُ أمامه سُبحانه ؛ فهذا السَّفيه الذي وُصِف بِأَنَّهُ سفيه ولأنَّهُ سفيه سَيَقول كذا وكذا ولو أنه فكَّر قليلاً وسكت لأَلْغى مصداقية القرآن الكريم ولكن حاشا وكلاّ ، إذاً الحِكمة أنَّ كلَّ شيءٍ بِيَدِ الله يُؤتي الحكمة من يشاء أو يُؤتي الضلال من يشاء ، قال تعالى :
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
نائبة المدير
ع ـضو فضـيّ
ع ـضو فضـيّ
نائبة المدير


انثى
عدد المشاركات : 541
تاريخ التسجيل : 29/03/2008

سلسلة أسماء الله الحسنى ( مؤتى الحكمة ) للشيخ محمد راتب النابلسى Empty
مُساهمةموضوع: رد: سلسلة أسماء الله الحسنى ( مؤتى الحكمة ) للشيخ محمد راتب النابلسى   سلسلة أسماء الله الحسنى ( مؤتى الحكمة ) للشيخ محمد راتب النابلسى Icon_minitimeالأحد أبريل 06 2008, 19:04

مشكور ياخ ابو حمزة علي الكلمات الحلوة والمواضيع الدينيه وتحياتي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
روتانا
ع ـضو مبـدعّ
ع ـضو مبـدعّ
روتانا


انثى
عدد المشاركات : 400
تاريخ الميلاد : 18/07/1980
العمر : 43
تاريخ التسجيل : 20/03/2008

سلسلة أسماء الله الحسنى ( مؤتى الحكمة ) للشيخ محمد راتب النابلسى Empty
مُساهمةموضوع: رد: سلسلة أسماء الله الحسنى ( مؤتى الحكمة ) للشيخ محمد راتب النابلسى   سلسلة أسماء الله الحسنى ( مؤتى الحكمة ) للشيخ محمد راتب النابلسى Icon_minitimeالخميس أبريل 10 2008, 04:52

شكرا اخ ابو حمزه
على الاهتمام بالامور الدينيه
لانك اثلجة صدورناااااااااااا
روتاناااااااااااااااااااااااا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
سلسلة أسماء الله الحسنى ( مؤتى الحكمة ) للشيخ محمد راتب النابلسى
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات عائلة شرير :: الأقسام العامة :: المنتدى الاسلامى-
انتقل الى: