منتديات عائلة شرير
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


ملتقي عائلة شرير فى الوطن والشتات
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
ملــتقي ومنتديـآت عائلة شـريـر ترحـب بآعــضآءها والضـيوف الـكرآم فـآهلا وسـهلا بكـمّ

 

 تكملة حلقة أسماء الله الحسنى - هو الله للشيخ محمد راتب النابلسى

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
أبو حمزة
ع ـضو جديد
ع ـضو جديد
أبو حمزة


عدد المشاركات : 45
تاريخ التسجيل : 19/03/2008

تكملة  حلقة أسماء الله الحسنى - هو الله للشيخ محمد راتب النابلسى Empty
مُساهمةموضوع: تكملة حلقة أسماء الله الحسنى - هو الله للشيخ محمد راتب النابلسى   تكملة  حلقة أسماء الله الحسنى - هو الله للشيخ محمد راتب النابلسى Icon_minitimeالجمعة مارس 21 2008, 20:38

يُبْنى الفِعْل للمجهول إذا كان الفاعل واضِحاً وكان وُجودُهُ صارِخاً قال تعالى :


(سورة الأنبياء)
من الذي خلقَهُ ؟ هل يوجد إلهٌ غير الله ؟ لأنَّ الله هو الخالِق ولك أنْ تقول خُلِق الإنسان من عَجَل ؛ فَخُلِقَ التي تُشير إلى أنَّ الفِعْل مبْني للمجهول إحدى العِلَلِ للبِناء للمجهول شِدَّةُ ظهور الفاعِل فَشِدَّةُ ظهورِهِ تدْعو لِبِنائِهِ للمجهول أو لخفائهُ نبْنيهِ للمجهول أو أنْ نخافَ منه أو أنْ نخافَ عليْه.
أرْجو الله سُبْحانهُ وتعالى أنَّكُم إذا قرَأتُم القرآن الكريم ووَقَفْتُم عند كلِمة "هو" أنْ تتذوَّقوا ماذا تعْني "هو" هو الظاهر والخالق والبارئ والمصوِّر والمُعطي والمانِع والرافِع والخافِض وهو المُعِز والمذِلّ وهو الكريم واللطيف والقهار وهو الجبار والمُنْتَقِم .
لذلك أعْطَوا لإنسان أُميّ مُسَجِّلة وجَعَلوها معه دائِماً وسَجَّلوا كلامَهُ خِلال أسْبوع ثم أَفْرغوا هذه الأشْرطة على ورق وحَذَفوا الكلمات المتكرِّرة فإذا بِهذا الإنسان ضعيف الثقافة ومحْدود التَّفْكير والتجارب والخِبْرات حياتُهُ رتيبة لا يتكَلّم أكثر من مائة وخمسين كلمة في حياتِهِ ؛ ثم أعْطوا هذه المُسَجِّلة إلى إنسان يحْمل شهادة عُلْيا ورافَقَتْهُ خلال أُسبوع في حِلِّهِ وتِرْحالِهِ وفي بيْتِهِ وعملِهِ وفي لِقاءاتِهِ وفي الطريق وفي السَّفر وأَفْرَغوا هذه الكلمات على ورق وحّذَفوا الكلِمات المُتَكرِّرة فَوَجدوا أنَّ الإنسان المُثَقَّف يتكلَّم في حياتِه اليوْمِيَّة بِألف وخمسمائة كلِمة وهذا تماماً لو أعْطَيْنا إنساناً لَوْنَين وقُلْنا اُرسُم هذا المنظر الطبيعي بِريشَتِك من خِلال هذين اللَّوْنَين جمالٌ عجيبٌ جداً يغيب عن هذه اللَّوْحَة لِقِلَّةِ الألْوان أما لو كان معه مائة لوْن فسوف يُعْطي كلَّ زهْرةٍ لَوْنَها وكلَّ حقْلٍ لوْنَهُ والشَّفق الأحمر لونهُ بِالتدْريج وللسماءِ زُرْقَتُها وللبحر ألْوان عديدة هذا فيما لو أعْطَيْناهُ ألْواناً كثيرة فالمُثَقَّف ثقافة عالِيَة يتحدَّثُ في أسْبوعِهِ أكثر من ألف وخمسمائة كلِمة .
وبعد لو طبَّقْنا هذه التجرِبة على مؤمن صَدِّقوني ولا أُبالِغ إذا قلت لو سَجَّلنا كلامَهُ خلال أسْبوع في إقامَتِهِ وعَمَلِهِ وفي بيْتِهِ وفي الطريق وفي لِقاءاتِهِ وسَهَراتِهِ وفي ندَواتِهِ وسفَرِهِ لَوَجَدْنا أنَّ كلمة الله تتكرَّرُ في أسْبوعِهِ آلاف المرات ؛ يقول : الله أكْرمني والله فضَّلَها عليَّ وكان فضْل الله عليك عظيماً والله هداني ورزقني هذه البِنْت والله أكْرمني بِهذه الزوجة وبِهذا العمل ووَفَّقَني وهذا كلامٌ حقيقي وواقِع وهو شُعور المؤمن ؛ ضَعْ هذه المُسَجِّلة مع إنسان بعيد عن الدِّين يقول : أنا عَمِلت وفلان أعْطَيْتُهُ وفلان خيره مني دائِما يتكلَّم عن ذاتِهِ وعن عطاياه وعن ذكائِهِ وتَفَوُّقِهِ وذلك لأّنَهُ محْجوبٌ عن الله عز وجل ، فَلَوْ كلَّفْنا طالِباً أنْ يُلْقي درْساً أمام أُسْتاذِهِ فهذا الطالب يفْقِد تسعين بالمائة من قُدْراتِهِ لأنَّ كُلَّ عِلْمِهِ من أسْتاذِهِ فإذا أراد أنْ يتكلَّم بِعِلْم أُسْتاذِهِ أمام أسْتاذِهِ يَخْجَل لِذلك أحْياناً المُدَرِّسون يَفْقِدون جزءاً كبيراً من قُدْراتِهم التدْريسِيَّة حينما يُلْقون درْساً أمام أُسْتاذِهِم وهذا شيءٌ طبيعي جداً أما المؤمن لا يسْتطيع أنْ يقول : أنا في حضْرة الله تعالى ؛ يقول : أنا ذكيٌ فالله عز وجل قادِر بِساعة وبِخَثرةٍ بالدِّماغ أن يسلبه كبره وغروره بل حياته والأهْل يتَرَجَّوْن كلَّ الأشخاص من ذوي النفوذ كي يُدْخِلوا أباهُم إلى مُسْتَشْفى المجانين وقد يكون أبوهُم من فلتات الزمان بالذكاء تتجَمَّد نقطة دم بالدِّماغ يفْقِد ذاكِرَتَهُ ويُصْبِح يتكلَّم كلاماً فيه هذيان ويخافون من الفضيحة ويتوَسَّطون لِيُدْخِلوهُ إلى مسْتَشْفى الأمْراض العَقْلِيَّة فَكَلِمة : أنا فيها تطاوُل على الله وشِرْكٌ خفِيٌ .
مرةً ثانِيَة نقول : المؤمن ينسب النِّعمة إلى المُنْعِم وينتَقَل من النِّعْمة إلى المُنْعِم أما الكافر محْجوب بِالنعمة عن المُنْعِم لذلك ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلَّم أنه كانت تَعْظُم عنده النِّعمة مهما دقَّتْ ؛ سأل أحدهُم أحد الخلفاء الكِبار الذين التي لا تغيب الشمس عن بِلادهم وقد حمل كأس ماء ليشربها وهو أحد الخلفاء في العصر العَباسي فقد نظر إلى سَحابةٍ فقال يخاطبها : اذْهبي أنى شِئْتِ فسوف يَأتيني خراجُكِ أينما هبطت أمطارك ، فهذا الخليفة طلب كأسَ ماءٍ فقال له وزيرُهُ يا أمير المؤمنين بِكم تشْتري هذه الكأْسَ إذا مُنِعت عنك ؟ قال بِنِصْفِ مُلْكي قال : فإذا مُنِعَ إخْراجُهُ قال بِنِصْفِ مُلْكِيَ الآخر فلما يشرب الإنسان كأس ماء والطريق سالِك ولما يُفْرِغُ هذه الكأس والطريق سالِك فهذه نِعْمَةٌ لو مُنِعَها لاشْتراها بِكُلِّ ما يمْلِك ولما ينتقل الإنسان بِقُوَّتِه الذاتية دون أنْ يُحْمَل فهذه نِعْمةٌ كبيرة جداً فالإنْسان حينما يفْقِد الحركة يفْقِدُ كرامَتَهُ عند أقْرب الناس إليه وعند أعزِّهِم فأقْرب الناس إليه يتمَنى موْتَهُ يا رب خَفِّف عنه تقولُها زوْجَتُهُ وولَدُهُ فَمكانَتِك من حركتك من رِزْقِك فهم حوْلك مضْطَرِبون ولو حاوَلْتَ أنْ تأْخُذ مالاً لنفعتك منهم لَكُنْتَ ذليلاً ولَضَعُفَتْ مكانَتُك فمكانَتُك من حركتِك وصِحَّتِك ومن عقْلِك ومالِك ؛ من منحك هذا المال ؟ ومن منحك هذه الصِّحة وهذا العقل ؟ والمؤمن كلَّما ارْتقى عند الله يعيش في نِعَمِ الله ومن عاشَ في نِعَم الله زادَهُ الله نِعَماً قال تعالى :


(سورة إبراهيم)
فإذا أردت ضماناً لِبَقاء النِّعْمة وضَماناً لازديادها فاشْكر الله عليها .
في سورة الحديد يقول الله عز وجل : " هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ " .
يُعَلِّق بعض المُفَسِّرين على هذه الآية فَيَقُول : الأول ليس قبْلَهُ شيء والآخر ليس بعده شيء والظاهِر ليس فوْقه شيء والباطِن ليس دونه شيء ؛ لا قبلَهُ ولا بعْدّهُ ولا فوْقَهُ ولا دونه والأول والآخر اسْتِغْراقٌ للزمان والظاهر والباطِن اسْتِغْراقٌ للمكان والمكان مُسْتَغْرَق بالأول والآخر وهي حُدودُهُ فلَيْس قبلهُ شيء ولا بعْده فربنا سُبحانه وتعالى هو خالِق الزمان وليس فوْقَهُ شيء ولا تحْتَهُ شيء هو خالق المكان فهذه الآية الدقيقة : " هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ " .
اسْتَغْرقَت حدود المكان والزمان فالله عز وجل خالِق المكان والزمان ولا يُقال متى كان الله؟ لأنه خالق الزمان ولا أين هو ؟ لأنّه خالق المكان وقوله : " وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ " تسْتَغْرِق الحقيقة الكامِلة قد تجد شخْصاً عنده بعض الحقيقة والآخر مُعْظم الحقيقة لكن الذي يَمْلِك الحقيقة كلَّها هو الله ؛ قد تَسْمع أحْياناً قصة انْتُقِيَ منها أهمّ الأحْداث المُهِمَّة وَرُصِفَتْ إلى جَنْب بعضِها لكنَّكَ أنت لا تعْلم كُلَّ مُلابِساتِ القِصة والله وحْده يَعْلم الحقيقة الكامِلة ؛ صَدِّق أوْ لا تُصَدِّق أنه ليس في الكَوْن كلَّهُ أحد يعْلم الحقيقة الكامِلة حتى ولا الأنبِياء ولا يَعْرِف الله إلا الله والأنبياء أعلى الناسِ معْرِفَةً على الإطلاق ولكنّ الحقيقة الكاملة والمُطْلقة لا يَعْلمها إلا الله .
أحْياناً يُتَهّم إنْسان وهناك أدِلّة كثيرة تُؤيِّد اتِّهامَنا له ولكنّ الحقيقة الكامِلة عنه يَعْرِفها الله فقد يكون بريئاً ، لِذلك من الأدْعِيَة اللَّطيفة : " الحمد لله على أنَّك موْجود والحمد لله على أنَّك تعْلم والحمد لله على أنّك تقْدِر والحمد لله على أنَّك مُطَّلِع وأنّك سميع وبصير " ، فهذا عزاء المؤمن وأكبر عزاءٍ له مهما كال له الناس التُّهَم هو اطمئنانه أنَّ الله يعْلم حقيقة ماله ، وما دام الله يعْلم فلا يهْتَمّ بِأَحَدٍ إلا هو ؛ الحمد لله على أنَّك موْجود والحمد لله على أنَّك تعْلم والحمد لله على أنّك تقْدِر والحمد لله على أنَّك مُطَّلِع وأنّك سميع وبصير فقَوْله تعالى : " هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ " هذه الآية تُشير إلى أنّ الله تعالى فوْقَ المكان والزمان وهو وحْدَهُ يعْلم الحقيقة الكامِلة.
بعضُهم قال : إنه رأى اله في كلِّ شيء وبعضُهم قال : إنه رأى الله من وراء كلِّ شيء وبعضهم قال : إنه رأى الله فلم يرَ أحداً غيره في الوُجود وهذه كُلُّها أقْوال تُشير إلى هذه الحقيقة العُظْمى حقيقة أنَّ الله سُبْحانه وتعالى مع كلِّ مخْلوق لِذلك قوْلُهُ تعالى :


(سورة الإخلاص)
تعْدِل ثُلُث القرآن والإنسان لو ألْقى كلِمة وسَجَّلها واستمع إليْها يجْري معه ما يُسَمى بالنَّقْل الذاتي والإنسان إذا جلس مع أخيهِ المؤمن ؛ الأخُ المؤمن مِرْآةٌ لأَخيهِ ولكِنَّه يجب أنْ يُراقِب نفْسَهُ إذا تكلَّم‌َ ولْيَسْتَنْصِح أخاهُ إذا كان معه فَهذا سيِّدُنا عمر بن عبد العزيز اخْتار أحد العلماء الأتْقِياء الوَرِعين وجَعَلَهُ مُسْتَشاراً له وكان اسْمه عمر أيْضاً فقال له : إذا رأيْتني ضلَلْتُ فَأَمْسِكْني من تلابيبي وهُزَّني هزاً شديداً وقُل لي : اتَّقِ الله يا عمر فإنَّك سَتَموت .
قد تجِد أخاً يُؤْثِر المُجامَلة وآخر يؤْثر المُناصَحة والحقيقة أنّ الحق وسطٌ بينهما فإذا لم يكن عنده مجاملة إطْلاقاً فهو مُنَفِّر وإذا لم يكن عنده النصيحة فهو منافق فأنت اعْتَدِل بينهما والزم جانب المُجامَلَةِ أحْياناً فإذا قال لك : الحرارة أربعين وكانت خمساً وثلاثين لَكَ أنْ تُجامِلَهُ ويُمْكِنُك ألا تُسَفِّهَهُ إذْ إنَّها لا تُقَدِّم ولا تؤخِّر فهناك أشياء كثيرة تُلْقى في المجالِس يخْتَلِفون عليها ويتشادّون عليها وهي لا تُقَدِّم ولا تُؤخِّر فَيُمْكِنُكَ في هذا أنْ تُجامِل وقال لك هذه غالِيَة تقول له لا علَيْك ففي موضوع الدنيا لك أنْ تُجامِل أما إذا صار هناك طَرْحٌ خِلاف الحق فَيَجِب أنْ تنْصَح وألا تُجامِل فنحن لو كُنا نُحِب بعضنا بعْضا كما أراد الله عز وجل لَكُنا مُتناصِحين وهكذا ينْبغي أن نكون وكل من عزا شيئاً من قُدْراتِهِ لِذاتِه ينبغي أنْ نتلَطّف إليه ونقول له : لا تقُل هكذا ، بل وقُلْ هذا بِتَوْفيق الله وبِتأْييد الله ؛ حدّثني مرةً أخ كريم وهو طبيب يعمل في المُسْتَشْفى وقال لي إني أنْظر إلى النِّساء المُمَرِّضات وكَأَنَّهُنّ رِجال فوجَدْت في هذا الكلام كِبْر فقلْتُ له ما بال سيِّدنا يوسف عليه السلام يقول :


(سورة يوسف)
لقد أمرك الله أنْ تَغُضّ بصرك عن محارِم الله فلا تَقُل أنا عندي إرادة قَوِيَّة وإني أحبّ الله ورسوله وأنا مُتَمَسِّك ولا أتَزَعْزَع ؛ قَل ربي جلّ جلاله أكْرمني ومكَّنني من غضِّ البصر ومنحني هذه النِّعْمة ولا تَقُل أنا أدْعو إلى الله إنما قُل الله شَرَّفني وسمح لي أن أدْعو إليه فَكُلَّما وحَّدْت الله جاءت عِبارَتُك أحْلى من العسَل وكلما غفلْتَ عن الله جاءتْ عِبارَتُك أَمَرّ من الحَنْظل فالتوحيد مُريح يبعث الاطمئنان النفسي والسكينة لصاحبه ، وأنا لا أقول لك تواضَع فهذه هي الحقيقة فأنت لا شيء أبداً أمام الله سبحانه ، فالله هو كلّ شيء ؛ هو الذي أعْطاك هذا الذكاء .
ذكر لي أحد الإخوة أنَّهُ بِذكاءٍ نادِر حسب زعمه تمكَّن ذات مرة من أنْ ينْجو من ورْطة كبيرة جداً فقلت له هذا غلط وإنما قُل : بِتَوْفيق الله الله نجاني وعافاني أما إذا قُلْتَ بِذكاءٍ كبير - وسُبحان الله - الله غيور فأنت حينما تعْزو شيئاً من ذكائِك وقُدْراتِك وإنْجازاتِك إلى ذاتِك فإن ربنا عز وجل لأنه يُحِبُّك فسوف يُؤَديك فيَسْحَب من تحت قدمَيْك البِساط قال : أهل الأمثال في هذه المناسبة رقصت الفضيلة تيها بِفَضْلِها فانكشفت عَوْرَتُها فإذا أحْسن الإنسان سكت ولم يُحدَّث أحداً كي يبْقى مرموقاً موقراً ، ولكنه إذا حدَّثهم عن فعله لِيَسْتَعْلِيَ فقد أساء أما إذا أُحْسِن إليك لا ينْبغي أنْ تسْكُت فهذا من الجحود وكان عليه الصلاة والسلام يُحَسِّن الحسنَ ويُصَوِّبُهُ ويُقَبِّح القبيح ويُوَهِّنُهُ ، فهذا واحِدٌ من أصْحاب النبي نزع من على النبي ريشَةً فقال عليه الصلاة والسلام :" اللهم أكْرِمْهُ كما أكْرمني " يُرْوى أنّ السيِّدة فاطِمة حينما كانت بِنْتاً صغيرةً جداً طرق الباب عليها أبو لهب أو أبو جهلٍ - لا أذْكر - فقال : أين أبوك فقالت : لا أعْلم فَلَطَمَها على وجْهِها فلما علِم أبو سُفْيان بِالخبر ذهب وحملها على يدَيْهِ وذهب إلى بيتِ أبي جهْلٍ وقال : اُلْطُميهِ على خَدِّهِ فلما بلغ النبي ذلك قال : اللهم لا تنْسَها لأبي سُفْيان ؛ أقول لكم نصيحة : إذا فعَلْتَ خيراً فلابد أنْ تنْساه وإذا فُعِل معك خير ينْبَغي ألا تنْساهُ أبداً وهذا من عادة المؤمن قال تعالى :


(سورة البقرة)
فهناك من لدَيْهِ رغْبة في إنْكار الفضْل وطَمْسِهِ وفي إغْفالِهِ أما المؤمن فلا يفْعلُ هذا فإذّا فعلْتَ مع الناس معْروفاً يجب أن تشْعر أنَّك ما فعلْتَ معهم شيئاً فهم حينما سَمَحوا لك أنْ تفْعَل لهم هذا المعْروف تفضَّلوا عليك ومكَّنوك من عمَلٍ صالِح وبعض العارِفين بالله يقول : هذا الفقير الذي قبِلَ أنْ يَأْخذ مني مكَّنَ لي هذا العمل في الأرض وإلا فأنا محْرومٌ منه ويُعْطيه ويشْكُرُهُ والذي يأخذ ينبغي ألا ينْسى والذي يُعطي ينْبغي أنْ يَنْسى ، كلُّ هذا سُقْتُهُ تمْهيداً إلى أنَّك إذا تحدَّثْتَ أمام إخْوانِك ولم تعْزُ الأشْياء إلى أصْحابِها يجب أنْ ينْصَحك أصْحابُك ؛ قُل هو الله : المعطي والمانع والمعز والمذل والإنسان كلما تأمَّل في نِعَم الله عز وجل زادَتْ محَبَّتُهُ لله وورد في الحديث الشريف :
" أحِبوا الله لِما يَغْدوكم به من نِعَمِه وأحِبوني لِحُبّ الله وأحِبوا آل بيْتي لِحُبي " .
فمُلَخَّص هذا الدرس ؛ راقِبْ نفْسَك حينما تتكَلَّم ؛ هل تقول أنا أم تقول الله ؟ إخْواننا الكِرام أُذَكِّركم بِما أقولُهُ لكم كثيراً : أنت في كلِّ دقيقةٍ بيد درْسَين بليغَيْن درْسِ بَدْر ودرْسِ حُنَيْن فَصَحابة رسول الله صلى اله عليه وسلّم في بَدْرٍ افْتَقَروا إلى الله وقالوا : الله فَنَصَرهم الله عز وجل وتَوَلاهُم وهُمْ هُمْ ذاتهم ومعهم النبي في حُنينٍ قالوا : لن نُغْلب من قِلّة فَتَخلى الله عنهم قال تعالى :


(سورة التوبة)
فهذا الدرْس مُلَخَّصُهُ : إذا قُلْتَ أنا تخَلى الله عنك وإذا قُلت الله تولاك فأنت بين التوْلِيَة والتخْلِيَة لكن أحْياناً بعض الناس يقول الله ويَقْصِد نفْسَهُ فهذا توْحيد مُغَلَّف بِالشرك وهناك شِرك مُغَلَّف بالتوحيد بين المؤمنين ؛ فالمؤمن مُتواضِع لله عز وجل قَلْباً وقالِباً شكْلاً ومضْمونا ومُحْتَوى وإطاراً فهذا هو المؤمن .
فَلِذلك " هو " يجب أنْ تُديرَهُ على لِسانِك كثيراً ؛ هو الذي أعْطاني وهو الذي خلقني وهو الذي صَوَّرَني في بطْن أمي وأحْسَن خلْقي وهو الذي أعْطاني هذا الشكل الحسن ، والنبي عليه الصلاة والسلام نظر إلى المِرآة فقال : " اللهم كما حسَّنْت خَلْقي فحسِّن خُلُقي " جعَلَك كامِلاً وجعَلَ لك السمْع والأبْصار والأفْئدة وأجْهِزة تعْمل بانتظام فَيَجِب أنْ تقول في اليوم "هو" آلاف المرات وهو يعْني الله لأنَّهُ الحقيقة العُظمى في الكون والشيء الصارخ والشيء الذي ليس قبْله شيء ولا بعده ولا فوْقه ولا تحْتهُ وهو يعْلم كلَّ شيء ؛ جمع الزمان والمكان وكمال العِلم .
أيها الإخوة الكِرام ، أسْماء الله الحُسنى تشْغل حيِّزاً كبيراً من حيِّز الإيمان والعقيدة وأصْل معرفة الله أنْ تعْرف أسْماءه الحسنى وصِفاتِه الفُضْلى وحديثنا عن أسْماء الله الحُسْنى حديثٌ مُقْتَضَب لأنّ الحديث عن الله عز وجل كما قال تعالى :


(سورة الكهف)
قد يسْتَخْدم الواحد منا دواة حِبر عامَيْن أو ثلاثة وكانوا قديماً يبيعون لتر حِبْر وأعْرِف أسْرة من نَشْأتِها إلى عشْرين أو ثلاثين سنة وهذا اللتر يكْفي كلّ أفْراد الأسْرة لعام أو أكثر ، فكيف إذا كان هناك خمسة أمْتار مُكَعَّبة فكم عالماً يكفي وكم أسرة تستعمله ؟... قال تعالى : " قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا "
فانظر إلى سعة علم الله تعالى .
وقال تعالى :

(سورة لقمان)
فنحن نتحدَّث عن أسْماء الله الحُسنى حديثاً يسيراً لأن الله سبحانه وتعالى صدق التوجه والقبول لا يَعْرِفه إلا هو عز وجل ولا يحيط به حديث مهما افرّغ وطال ومعْرِفة الخلق له سبحانه فمعْرِفةٌ نِسْبِيَّة وحسبنا .
والحمد لله رب العالمين
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ميس
ع ـضو مشـاركـّ
ع ـضو مشـاركـّ
ميس


عدد المشاركات : 137
تاريخ التسجيل : 26/03/2008

تكملة  حلقة أسماء الله الحسنى - هو الله للشيخ محمد راتب النابلسى Empty
مُساهمةموضوع: تكملة حلقة أسماء الله الحسنى - هو الله للشيخ محمد راتب النابلسى   تكملة  حلقة أسماء الله الحسنى - هو الله للشيخ محمد راتب النابلسى Icon_minitimeالخميس مارس 27 2008, 08:28

مشكووووور يعطيك الف الف عافيه
يسلمووووووووو
دياااااااااتك حبيبي منووووور
مع تحياتي (ابو الميس)
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
تكملة حلقة أسماء الله الحسنى - هو الله للشيخ محمد راتب النابلسى
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات عائلة شرير :: الأقسام العامة :: المنتدى الاسلامى-
انتقل الى: