منتديات عائلة شرير
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


ملتقي عائلة شرير فى الوطن والشتات
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
ملــتقي ومنتديـآت عائلة شـريـر ترحـب بآعــضآءها والضـيوف الـكرآم فـآهلا وسـهلا بكـمّ

 

 عبادة القلب للشيخ محمد راتب النابلسى (بقية)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أبو حمزة
ع ـضو جديد
ع ـضو جديد
أبو حمزة


عدد المشاركات : 45
تاريخ التسجيل : 19/03/2008

عبادة القلب للشيخ محمد راتب النابلسى (بقية) Empty
مُساهمةموضوع: عبادة القلب للشيخ محمد راتب النابلسى (بقية)   عبادة القلب للشيخ محمد راتب النابلسى (بقية) Icon_minitimeالإثنين مايو 05 2008, 07:50

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ اشْتَكَى ابْنٌ لِأَبِي طَلْحَةَ قَالَ فَمَاتَ وَأَبُو طَلْحَةَ خَارِجٌ فَلَمَّا رَأَتْ امْرَأَتُهُ أَنَّهُ قَدْ مَاتَ هَيَّأَتْ شَيْئًا وَنَحَّتْهُ فِي جَانِبِ الْبَيْتِ فَلَمَّا جَاءَ أَبُو طَلْحَةَ قَالَ كَيْفَ الْغُلَامُ قَالَتْ قَدْ هَدَأَتْ نَفْسُهُ وَأَرْجُو أَنْ يَكُونَ قَدْ اسْتَرَاحَ وَظَنَّ أَبُو طَلْحَةَ أَنَّهَا صَادِقَةٌ قَالَ فَبَاتَ فَلَمَّا أَصْبَحَ اغْتَسَلَ فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ يَخْرُجَ أَعْلَمَتْهُ أَنَّهُ قَدْ مَاتَ فَصَلَّى مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ أَخْبَرَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَا كَانَ مِنْهُمَا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يُبَارِكَ لَكُمَا فِي لَيْلَتِكُمَا قَالَ سُفْيَانُ فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ الْأَنْصَارِ فَرَأَيْتُ لَهُمَا تِسْعَةَ أَوْلَادٍ كُلُّهُمْ قَدْ قَرَأَ الْقُرْآنَ *
[رواه البخاري]
هذا صبر ، والصورة القابلة ، أعرف رجلا مات ابنه في الخامسة عشر، ترك الصلاة و كأنه ارتد عن الدين ، لأن الله عزوجل ؟ قبضه فالصبر دليل الرضا .
السخط حرام ، و لا خلاص منه إلا بالرضا ، لذلك رضي الله عنهم ورضوا عنه ، الإمام الشافعي كان يمشي وراء إنسان يطوف حول الحرم، قال الرجل : يا ربي هل أنت راض عني ؟ فقال له الإمام الشافعي : وهل أنت راض عن الله حتى يرضى عنك ، قال : يا سبحان الله من أنت ؟ أنا أرجو رضاه ، و تقول : أرضى عنه ، كيف أرضى عنه و أنا أتمنى رضاه ، قال : يا هذا إذا كان سرورك بالنقمة كسرورك بالنعمة فقد رضيت عن الله " و البطولة أن ترضى عن الله في الامتحان ، أن ترضى عن الله في المصيبة ، أما أن ترضى عن الله و أنت في بحبوحة هذا شيء بديهي لا يقدِّم ولا يؤخِّر .
وفي الأثر : من لم يصبر على بلائي و لم يرض بقضائي فليتخذ ربا سواي " والإنسان عندما يقول : الحمد لله رب العالمين فقد نجح في الامتحان ، و الصبر عند الصدمة ، الصبر مع تلقي الخبر، لكن بعد حين سوف تصبر مقهورا ، هناك عوام لهم كلمات و العياذ بالله شيطانية ، يقولون : ما بعد الصبر إلا المجرفة و القبر " هذا شيطان يتكلم ، أما الصبر عند الله :

[سورة الزمر]

[سورة النحل]

[سورة المدثر]

[سورة آل عمران]
إلهٌ يأمرنا أن نصبر ، يأمرنا ان نرضى بقضائه و قدره ، هذا النبي الكريم الذي قال الله عنه :

[سورة ص]
ومن عبادة القلب التوكل ، والتوكل فيه أمر ، قال تعالى :

[سورة يونس]
أحيانا يقول لك أخ : خائف ، تعبد من ؟ تعبد من بيده كل شيء ، وهذا الإله العظيم الذي تعبده ألا تعتقد أنه يحميك ، ألا تعتقد أنه يدافع عنك ، أضرب مثلاً شاب دعي إلى الخدمة الإلزامية تعامل مع رتبة أعلى منه بقليل و هددَّته هذه الرتبة ، وكان أبوه قائد الجيش ، أمعقول أن يبكي ، أمعقول أن ينخلع قلبه من الخوف ، معنى ذلك أن في عقله خللا ، أنت تعبد الله ، والله بيده كل شي ، بيده الأقوياء و بيده كل أسباب الأمراض ، و بيده السلامة و بيده السعادة و بيده الغنى ، مع الإيمان بالله ليس هناك شقاء ، أكبر سلاح هو سلاح الدعاء ، بالدعاء أنت مع الله ، أنت تستفيد من قدرة الله ومن علم الله ومن رحمة الله ومن فضل الله ، ليس مع الإيمان شقاء أبدا ، هذا الإيمان فيه سعادة ، سمِّها إن شئت سكينة ، تسعد بها و لو فقدت كل شيء ، و تشقى بفقدها و لو ملكت كل شيء ، والله عزوجل قادر أن يهبك السعادة و أنت في أصعب الأحوال و أنت على الشوك ، أين وجد السعادة أهل الكهف ؟ في الكهف ، كانوا في القصور فأووا إلى الكهف ، فنشر الله لهم من رحمته ، ورحمة الله مع الكهف أعظم بكثير من حجب رحمته و أنت في بيت فخم ، رحمة الله وأنت في سرير المرض أفضل بكثير من حجب رحمة الله عنك و أنت في صحة تامة ، رحمة الله و أنت في الفقر أفضل بكثير من أن تُحجب عنك رحمته وأنت في الغنى ، قال تعالى :

[سورة يونس]
إذًا التوكل أيضا من عبادات القلب .
وكذلك الإنابة ، قال تعالى :

[سورة الزمر]
أمر إلهي ، ارجع إليه ، المؤمن له مرجعية ، أعظم مرجع هو الله عزوجل ، يحاسب نفسه يا ربي هل أنت راض عني ؟ هل لي عمل لا يرضيك ؟ هل هناك خطأ لا أعرفه ؟ هل تحبني ؟ هل أنت راض عن سلوكي ؟ هل أنت راض عن معاملتي للخلق ؟ أقم معه علاقة ، ناجِه جاءني أخ كريم و قال لي : كنت عند طبيب غير مسلم ، طبيب نفسي ، حدّثته عن قصتي و عن مشكلتي النفسية وأعالج عنده ، قال : قال لي : أنت مشكلتك أنك تشعر أن الله لا يحبك ، لا بد من أن تناجي ربك ولابد من أن تستغفره ، ولا بد من أن ترضيه ، وإذا سلكت هذا المسلك شفيت من مرضك ، فعجب وهذا كلام حق ، أنا ليس عندي حالة صحة نفسية إلا بالقرب من الله عزوجل ، إذًا أُمرنا أن نتوكل عليه :

[سورة يونس]
وأمرنا بالإنابة إليه فقال :

[سورة الزمر]
و أمرنا بالإخلاص ، فقال :

[سورة البينة]
الخوف من الله من عبادات القلب ، " يا موسى خف ثلاثا ؛ خفني و خف نفسك وخف من لا يخافني " أبعد إنسان عن الله هو الذي لا يخاف الله ، و خف من لا يخافني ، طبعا الذي لا يخاف الله أحمق و محدود و مطبوع على قلبه ، قال تعالى :

[سورة آل عمران]
حقيقته أنتم في أمس الحاجة إليها في علاقاتكم اليومية ، وفي بيعكم و شرائكم وتعاملكم مع كل الجهات القوية ، أنا أعتقد أنه مستحيل و الف ألف مستحيل أن تخاف منه فيما بينك ثم يخيفك من أحد خلقه ، دقِّق في هذه الكلمة " مستحيل و الف ألف مستحيل أن تخاف منه فيما بينك ثم يخيفك من أحد خلقه ، أما إذا لم تخفه فيما بينك و بينه و تجاوزت حدك لا بد من أحد من خلقه ، تأديبا لك ، أنت إذا خفت من الله خافك كل شيء ، و إن لم تخف من الله أخافك من كل شيء ،

[سورة آل عمران]

[سورة المائدة]

[سورة التوبة]

[سورة البقرة]
هناك علاقات بالقلب رائعة ، علاقات ، هناك علاقة طردية وعكسية ، العلاقة الطردية ، إذا زاد (أ) زاد الباء ، هذه علاقة طردية ، والعلاقة العكسية إذا الألِف زادت نقصت (ب) ، نأتي بمثل نقطتان نقطة بينهما، فإذا اتجهت بهذه النقطة إلى اليمين إذا قلّت هذه المسافة ، بالمقابل زادت هذه المسافة عن اليسار، إن اتجهت بها إلى اليسار فقلَّت مسافة اليسار زادت مسافة اليمين ، هذه اسمها علاقة عكسية ، أما العلاقة الطردية كلما ارتفعت نسبة الملح في الطعام ارتفعت نسبة الضغط ، علاقة الضغط مع الملح علاقة طردية ، كلما زدت من الملح ارتفع ضغطك ، و كلما قلَّلت من الملح انخفض ضغطك ، هذه علاقة طردية ، يبدو أن بين بعض الصفات و بين نتائجها علاقة عكسية ، إذا افتقرت إلى الله أصبحت غنيا إذا خفت من الله أصبحت آمنا ، إذا أعلنت جهلك أمام الله أصبحت عالما، إذا تبرّأت ممن حولك أصبحت محفوظا من الله عزوجل ، الله عزوجل أكثر الصفات معه علاقة عكسية كلما ازددت تواضعا لله زادك عزاً ، كلما ازددَّ افتقارا له زادك قوة ، لذلك قال بعض العارفين :
وما لي سوى فقري إليك وسيلة فبالافتقار إليك فقري أدفع
الصدق أيضا من عبادات القلب ، قال تعالى :

[سورة التوبة]
و المحبة أيضا من عبادات القلب ، لذلك قال سيدنا عمر :" تعاهد قلبك "
الرضا جاء في القرآن مدح أهله و الثناء عليهم ، و في الحديث المعروف عن النبي صلى الله عليه و سلم : إن استطعت أن تعمل الرضا مع اليقين فافعل ، فإن لم تستطع فإن مع الصبر على ما تكرهه النفس خيرا كثيرا ، ورد أيضا في الأثر : " إذا أحببت عبدي ابتليته ، فإذا صبر اجتبيته ، وإذا شكر اقتنيته " أب يؤدب ابنه و بعد هذا التأديب يأتي ابنه و يقبِّل يد أبيه ، يقول له : جزاك الله خيرا عن هذا التأديب ، هذا هو الولد البار وهو نادر من أندر الأولاد ، كيف المؤمن يسوق الله له المصيببة و قد تؤلمه ، لكنه في سجوده يقول : يا ربي لك الحمد ، على ما ألم بي من مصيبة ، فهو ضمن العناية المشددة ، انظر إلى طبيب وجد مع إنسان التهاب معدة حادا ، يعطيه تعليمات شديدة ، و إذا وجد معه ورماً خبيثاً منتشراً يتساهل معه ، يقول له: كل ما شئت ، لما ربنا يؤدِّبك معنى ذلك أنت داخل بالعناية المشددة ، لما ربنا يهملك معناه المرض خطير جدا ، وبعبارة أخرى إذا الله عزوجل ساق لك مصيبة فهذه محض رحمة منه ، محض اهتمام ، لذلك الصحابة الكرام يشكرون الله على المصيبة يا ربي لك الحمد ، قال الشاعر :
لئن ساءني إن نلتني بمساءة فقد سرَّني أني خطرتُ ببالك
معنى أني ضمن اهتمامك يا ربي ، هذه حالة نفسية عالية جدا .
الرضا أعلى مرتبة من عبادات الله ، و أسوأ مرتبـــة من حالات القلب أن تسخط على الله عز وجل ، الصبر من دون رضا بينهما ، أعلى شيء الرضا ، و أسفل شيء السخط ، و بينهما الصبر من دون رضا .
هناك أناس أشكل عليهم العلاقة بين الرضا و بين الألم ، قد تتألم وأنت راض عن الله ، تماما كما أن المريض الذي يشرب الدواء المر وهو راض عنه ، لأنه سبب صحته ، كما أن المسلم يصوم رمضان في أيام الصيف وهو يعطش عطشا لا حدود له ، و يجوع جوعا شديدا ، و مع ذلك راض عن الله في هذا الصيام ، لذلك الألم لا يتناقض مع الرضا ، هذه ناحية مهمة جدا .
ينبغي أن ترضى عن قضاء الله و قدره و ينبغي أن ترضى عن أمره التشريعي ، الصلات ينبغي أن ترضى بهذه الفريضة ، الصوم والحج و الزكاة ، لو فيها ازدحام ولو فيها حر و لو فيها إنفاق ، فينبغي أن ترضى عن أمره التكليفي و ينبغي أن ترضى عن أمره التكويني ، الرضا هنا نوعان ، عن قضاء الله وقدره ، و أن ترضىعن أمره التكليفي .
ثم إن الخشوع في الصلاة من عبادات القلب ، الخضوع في الصلاة ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَنَمَةَ قَالَ رَأَيْتُ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ دَخَلَ الْمَسْجِدَ فَصَلَّى فَأَخَفَّ الصَّلَاةَ قَالَ فَلَمَّا خَرَجَ قُمْتُ إِلَيْهِ فَقُلْتُ يَا أَبَا الْيَقْظَانِ لَقَدْ خَفَّفْتَ قَالَ فَهَلْ رَأَيْتَنِي انْتَقَصْتُ مِنْ حُدُودِهَا شَيْئًا قُلْتُ لَا قَالَ فَإِنِّي بَادَرْتُ بِهَا سَهْوَةَ الشَّيْطَانِ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ إِنَّ الْعَبْدَ لَيُصَلِّي الصَّلَاةَ مَا يُكْتَبُ لَهُ مِنْهَا إِلَّا عُشْرُهَا تُسْعُهَا ثُمُنُهَا سُبُعُهَا سُدُسُهَا خُمُسُهَا رُبُعُهَا ثُلُثُهَا نِصْفُهَا *
[رواه أحمد]
وقم فصل فإنك لم تصلَّ .
الآن وقفة سريعة عند معاصي القلب ، تحدثنا عن عبادات القلب ، و الآن الحديث عن معاصي القلب ، الرياء ، الكبر و العجب و الحسد و الغفلة والنفاق ، الفخر و القنوط من رحمة الله ، و اليأس من روح الله و الأمن من مكر الله و الفرح و السرور بأذى المسلمين ، و الشماتة بمصيبتهم ، ومحبة أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا و حسدهم على ما آتاهم الله من فضله ، و تمنى زوال ذلك عنهم وتوابع هذه الأمور ، شيء خطير ، هي من كبائر القلب وهي كبائر مهلكة
و عندنا كبائر ظاهرة ، الباطنة مهلكة ، الكبائر الظاهرة يمكن أن يتوب الإنسان منها ، أما الكبائر الباطنة مستحكِمة .
الآن صغائر المحرمات ، شهوة المحرمات و تمنيها ، ما فعلَها ، لكن يتمناهـا ، هذه معصية القلب ، شهوة البدعة فسق ، شهوة الكبائر معصية، إن تركها مع القــدرة عليها أثيب ، و إن تركها عجزا بعد بذله مقدوره لتحصيلها استحق عقوبة فاعلها .
هذه بعض عبادات القلب و بعض المعاصي الكبيرة منها والصغيرة المتعلقة بالقلب ، سيدنا عمر كان يقول : تعاهد قلبك "

[سورة الشعراء]
و الحمد لله رب العالمين .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
عبادة القلب للشيخ محمد راتب النابلسى (بقية)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات عائلة شرير :: الأقسام العامة :: المنتدى الاسلامى-
انتقل الى: