منتديات عائلة شرير
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


ملتقي عائلة شرير فى الوطن والشتات
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
ملــتقي ومنتديـآت عائلة شـريـر ترحـب بآعــضآءها والضـيوف الـكرآم فـآهلا وسـهلا بكـمّ

 

 تربية الأولاد فى الإسلام للشيخ محمد راتب النابلسى الحلقة الاولى

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أبو حمزة
ع ـضو جديد
ع ـضو جديد
أبو حمزة


عدد المشاركات : 45
تاريخ التسجيل : 19/03/2008

تربية الأولاد فى الإسلام للشيخ محمد راتب النابلسى الحلقة الاولى Empty
مُساهمةموضوع: تربية الأولاد فى الإسلام للشيخ محمد راتب النابلسى الحلقة الاولى   تربية الأولاد فى الإسلام للشيخ محمد راتب النابلسى الحلقة الاولى Icon_minitimeالإثنين مايو 05 2008, 07:44

تربية الأولاد في الإسلام – 01 / 51 : أهمية التربية ، لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي



بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيِّدنا محمدٍ الصادق الوعد الأمين اللهمَّ لا علم لنا إلا ما علَّمتنا ، إنَّك أنت العليم الحكيم ، اللهمَّ علِّمنا ما ينفعنا ، وانفعنا بما علَّمتنا ، وزدنا علماً ، وأرنا الحقَّ حقاً وارزقنا اتباعه ، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه ، واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه ، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.
أيها الإخوة الكرام .. بعد عيد الفطر السعيد ، كنت أفكِّر في موضوعٍ يطرح في درس الأحد ، فقد كان درس الأحد كما تعلمون ، خاصاً بالسُّنة النبويَّة المطهَّرة ..إما للأحاديث الشريفة، شرحاً وتبياناً ، أو للأحكام الفقهيَّة التي تدور حول الأحاديث الشريفة، منذ يومين وأنا أتأمَّل أنه ما من عملٍ أخطر في حياة المسلمين من تربية أولادهم ، لأن هذا العمل بإمكانهم ، هذا من اختصاصهم ، ومن دائرة سيطرتهم ، المسلم أحيانا ينظر يمنةً ويسرةً فقد يجد نفسه ضعيفاً ، أو يجد نفسه مستضعفاً ، لا يملك أن يمنع هذه القوى المخيفة التي تتحرك لتقضي على الإسلام ، لكنه يملك أن يربي أولاده والإنسان إذا أراد أن لا يموت ، فعليه بتربية أولاده تربيةً إسلاميةً قد يقول أحدكم : هناك عقبات كثيرة جداً ، وهذا صحيح ، والنبيُّ عليه الصلاة والسلام يقول :
...... عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ الصَّابِرُ فِيهِمْ عَلَى دِينِهِ كَالْقَابِضِ عَلَى الْجَمْرِ *
( سنن الترمذي )
لا شكَّ أن المهمة صعبة ، لكن ما من عملٍ أعظم ولا أجدى ولا أدوم في حياة المؤمن من أن يربِّي أولاده ، هم بضعةٌ منه ، هم ثمرة قلبه ، هم استمرار وجوده ، وأنا أرى وأسمع وأعاين أن هناك آباءً على مستوىً عالٍ من الفهم ، وعلى مستوىً عالٍ من الكمال ، وعلى مستوىً عالٍ من الإيمان ، لكنَّهم يَشْقَون بشقاء أولادهم ، فالابن يحتاج إلى انتباه شديد وهو في سنٍ صغير ، ويحتاج إلى وقتٍ مديد ، إلى معاينةٍ ، إلى مراقبةٍ ، إلى توجيهٍ ، إلى وعظٍ ، إلى اصطحابٍ ، يحتاج إلى جهد كبير .. لكن والله الذي لا إله إلا هو ، حينما ترى ابنك كما تتمنى ديناً وصلاحاً واستقامةً وتفوّقاً تشعر بسعادةٍ . والله لو أعطي الدنيا بأكملها من الذهب والفضة وكان من أهل الدنيا لا يشعر بسعادةٍ كتلك التي يشعرها حينما يرى ابنه كما يتمنى ، لذلك قد يقول أحدكم : ماذا أفعل ؟ .. بإمكانك أن تفعل كلَّ شيء ، لكن إذا أردت بإخلاصٍ وصدقٍ أن يكون أولادك استمراراً لوجودك المؤمن ، وأن تخلِّف ولداً صالحاً يدعو لك ، فعليك أن تشمِّر ، الله عزَّ وجلَّ أعطاك هذا الابن هدية ، أو أعطاك إيَّاه هبة ، والدليل قوله تعالى :

(سورة الأنعام)
هبة ، تعني أثمن شيء تناله من الله عزّ وجل ، طفل بين يديك هو ابنك وأنت أبوه ، خاضعٌ لك ، يأتمرُ بأمرِك ، مصروفه عليك ، نفقته عليك ، توجيهه أنت مسؤولٌ عنه ، فأنا أشعر أنَّ الأب الذي ينهمك بعمله ليحقِّق نجاحاً خارج البيت ، ويهمل أولاده ، يشعر بعد فوات الأوان أنه خسر خسارةً كبيرةً ، وأنَّه ضيَّع أثمن ما في وجوده .. أولاده .
فيا إخواننا الكرام .. والله ما سعيت بكلِّ جهدي لأفتتح معهد تحفيظ القرآن التابع لهذا المسجد ، إلا ليكون أبناؤكم مشمولين بالرعاية ، معهد تحفيظ قرآن وسنحاول في الصيف إن شاء الله أن نبدأ تعليم القرآن الكريم تحفيظاً وتسميعاً وتجويداً ، وشيء من الفقه ولا سيَّما أحكام الصلاة ، شيء من سيرة السلف الصالح الصحابة الكرام ، أي هذا الابن سيكون له مناشط إسلامية أعدَّت له من أجل أن ينشدَّ ، أو يرتبط الطفل بالمسجد كي ينشأ على طاعة الله ، على كلٍ الموضوع خطير جداً وطويل جداً ، ولكن أكتفي في هذا الدرس باستعراض النصوص القرآنيّة التي تأمر المؤمن أن يربي أولاده ، من آيات القرآن الكريم قال تعالى :

(سورة طه)
كم من المؤمنين يصلِّي لكن لا يعنيه شأن أهله .. صلَّوا أم لم يصلّوا ، لا يعنيه شأن أولاده .. صلَّوا أم لم يصلّوا ، إذا كان بالإمكان أن تصلّي بهم إماماً في البيت فافعل ، إذا كان بالإمكان أن تصطحبهم إلى المسجد فافعل ، دائما الابن قد يكون عبئاً على أبيه ، لكن إذا كان عبئاً عليه ثم قطف الثمرة اليانعة ، ينسى كلَّ الأتعاب التي تعبها من أجله ، إذاً أوَّل آية :

( سورة طه : من آية " 132 " )
فكلَّما دخل وقت الصلاة تذكَّر هذه الآية ، أنت لست مكلفاً أن تصلِّي وحدك .. أنت كمؤمن مكلفٌ أن تأمر أهلك بالصلاة وأن تصطبر عليها .
الآية الثانية :

(سورة التحريم)
أمْرُ الله عزَّ وجلَّ لك لا أن تقي ذاتك وحدك ، أمْرُ الله عزَّ وجلّ أن تقي نفسك وأهلك ، فالآية واضحة :

(سورة التحريم : من آية " 6 " )
الآية الثالثة :

(سورة النساء : من الآية " 11 " )
خالق الكون يوصيك بأولادك ، والقرآن أحياناً له مناسبة خاصة وله معنى عام،.. الله سبحانه وتعالى يوصيك بأولادك ، يوصيك أن تربِّيهم ، يوصيك أن تهذِّبهم ، أن تؤدِّبهم ، أن تعلِّمهم ، أن تنشِّئهم نشأةً طاهرة ، أن ترعاهم ، أن تراقبهم، أن تأخذ بيدهم إلى الله عز وجل ، النبي عليه الصلاة والسلام يقول :

( سورة النساء : من آية " 11 " )

......... عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِي اللَّهُ عَنْهُمَا يَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ الإِمَامُ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي أَهْلِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا وَمَسْئُولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا وَالْخَادِمُ رَاعٍ فِي مَالِ سَيِّدِهِ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ قَالَ وَحَسِبْتُ أَنْ قَدْ قَالَ وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي مَالِ أَبِيهِ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ وَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ *
(رواه البخاري ومسلم)
أنت مسؤول أمام الله .. ورد في الأثر أن الابن الذي يهمله أبوه ويستحقُّ دخول النار، يقف بين يدي الله عزَّ وجلَّ ويقول: يا رب لا أدخل النار حتى أُدْخِل أبي قبلي ، لأنَّه كان لي في دخولها سبباً .
هذا الكلام سهل .. إلقاؤه سهل ، واستماعه سهل ، لكن إخواننا الَّذين لديهم أولاد صغار ، الآن أنت مشغول عنه .. لكن حينما يشبُّ في غفلةٍ عنك ، ولم يتلقَّ التوجيه الكافي ، يتفلَّت من بين يديك ، لا تستطيع أن تفعل معه شيئاً ، لا يستمع ، ولا يرعوي ، ولا يصغي ، ولا ينتبه ، يصبح هذا الابن عبئاً على أهله ، فلذلك نصيحة من القلب .. كل أخٍ عنده أولاد يجب أن يمضي جزءاً من وقته في تعريفهم بالله ، في إكرامهم ، في ملاطفتهم ، في التحبُّب إليهم ، قال عليه الصلاة والسلام :
" من كان له صبيٌ فليتصابَ له ".
لا بدَّ من جزءٍ من وقتك تمضيه مع أولادك ، لا تقل لي : والله أنا مشغول .. فأنا أخرج من البيت وهم نائمون وأرجع وهم نائمون ، هذا خطأ كبير جداً ، الملاحظ أن الأب إذا كثر غيابه عن البيت .. تفلَّت أولاده، لا بد من وقتٍ تمضيه مع أولادك ، هذا الوقت يؤخذ من زبدة وقتك .
روى الإمام الترمذي في صحيحه :
" ....... عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأَنْ يُؤَدِّبَ الرَّجُلُ وَلَدَهُ خَيْرٌ مِنْ أَنْ يَتَصَدَّقَ بِصَاعٍ........ "*
(رواه الترمذي)
صدقة يوميَّة .. لأن يؤدِّب الرجل ولده خيرٌ من أن يتصدَّق بصاع ، وقد روى الترمذي أيضاً عن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم أنه قال :
" ......... حَدَّثَنَا أَيُّوبُ بْنُ مُوسَى عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَا نَحَلَ وَالِدٌ وَلَدًا مِنْ نَحْلٍ أَفْضَلَ مِنْ أَدَبٍ حَسَنٍ ...... " *
(رواه الترمذي)
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
تربية الأولاد فى الإسلام للشيخ محمد راتب النابلسى الحلقة الاولى
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات عائلة شرير :: الأقسام العامة :: المنتدى الاسلامى-
انتقل الى: