منتديات عائلة شرير
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


ملتقي عائلة شرير فى الوطن والشتات
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
ملــتقي ومنتديـآت عائلة شـريـر ترحـب بآعــضآءها والضـيوف الـكرآم فـآهلا وسـهلا بكـمّ

 

 تربية الأولاد فى الإسلام للشيخ محمد راتب النابلسى بقية الحلقة الأولى

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أبو حمزة
ع ـضو جديد
ع ـضو جديد
أبو حمزة


عدد المشاركات : 45
تاريخ التسجيل : 19/03/2008

تربية الأولاد فى الإسلام للشيخ محمد راتب النابلسى بقية الحلقة الأولى Empty
مُساهمةموضوع: تربية الأولاد فى الإسلام للشيخ محمد راتب النابلسى بقية الحلقة الأولى   تربية الأولاد فى الإسلام للشيخ محمد راتب النابلسى بقية الحلقة الأولى Icon_minitimeالإثنين مايو 05 2008, 07:40

" ...... حَدَّثَنَا مَالِكٌ أَتَيْنَا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَحْنُ شَبَبَةٌ مُتَقَارِبُونَ فَأَقَمْنَا عِنْدَهُ عِشْرِينَ يَوْمًا وَلَيْلَةً وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَحِيمًا رَفِيقًا فَلَمَّا ظَنَّ أَنَّا قَدِ اشْتَهَيْنَا أَهْلَنَا أَوْ قَدِ اشْتَقْنَا سَأَلَنَا عَمَّنْ تَرَكْنَا بَعْدَنَا فَأَخْبَرْنَاهُ قَالَ ارْجِعُوا إِلَى أَهْلِيكُمْ فَأَقِيمُوا فِيهِمْ وَعَلِّمُوهُمْ وَمُرُوهُمْ وَذَكَرَ أَشْيَاءَ أَحْفَظُهَا...... " *
(رواه الإمام البخاري في الأدب المفرد)
فالنبي صلى الله عليه وسلم واقعيٌ مع أصحابه .
أحياناً يسافر الأخ خمسة أيام فيقول : اشتقت لابنتي الصغيرة ، لا تذهب من بالي ، وتلاحظه أحيانا يضع صورتها أمامه على مكتبه أو في حافظته ، هكذا فطرنا الله عزَّ وجلَّ على حبِّ أولادنا .
أقول لكم هذه الكلمة : ألاحظ أحياناً وجود أخ ليس متفرغاً لأهله.. فلو أخذتَ أهلك لنزهة نصف نهار ، فقد سررتهم وَسررتَ أطفالك وتمتَّنتْ علاقتك بهم ، وسَرَّيتَ عنهم وتنفَّسوا الصعداء قليلاً ـ ولو كانت نزهة متواضعة ـ فالآن المواصلات متيسِّرة والحمد لله خذ أهلك إلى مكان يكون بعيداً عن الناس فينطلق الطفل من أربعة جدران إلى بستان ، فهذا العمل ضمن الأعمال الصالحة ليس من الدنيا ، هذا من الآخرة ، عندما يرفِّه الإنسان أحياناً عن أهله فيأخذهم لنزهة يُسعدهم .. فكان الحسن والحسين يرتحلان النبيَّ عليه الصلاة والسلام ، فيمشي النبي وهما راكبان على ظهره ويقول : ( نعم الجمل جملكما ونعم الحملان أنتما ) ، الإنسان عظمته بتواضعه ، كان عليه الصلاة والسلام واحداً من أهل البيت .. فقد كان يكنس بيته ويخصف نعله ويحلب شاته وكان في مهنة أهله .
الآن ندعو أن يكون كل بيت بيتاً إسلامياً ، أن يكون قطعة من الجنَّة فيه مودة ومحبة ، فيه اعتذار وتسامح فيه عطف ومؤاثرة ، إذا دخل الإنسان بيته وكان سعيداً فيه ينسى كلّ متاعب العمل ؛ لكن من هو الشقي ؟ هو الذي ينتقل من شقاء العمل إلى شقاء البيت ، يوجد بالبيت شقاء وخارج البيت يوجد شقاء .
" ..... قَالَ حَدَّثَنَا مَالِكٌ أَتَيْنَا إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَحْنُ شَبَبَةٌ مُتَقَارِبُونَ فَأَقَمْنَا عِنْدَهُ عِشْرِينَ يَوْمًا وَلَيْلَةً وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَحِيمًا رَفِيقًا فَلَمَّا ظَنَّ أَنَّا قَدِ اشْتَهَيْنَا أَهْلَنَا أَوْ قَدِ اشْتَقْنَا سَأَلَنَا عَمَّنْ تَرَكْنَا بَعْدَنَا فَأَخْبَرْنَاهُ قَالَ ارْجِعُوا إِلَى أَهْلِيكُمْ فَأَقِيمُوا فِيهِمْ وَعَلِّمُوهُمْ وَمُرُوهُمْ وَذَكَرَ أَشْيَاءَ أَحْفَظُهَا أَوْ لا أَحْفَظُهَا وَصَلُّوا كَمَا رَأَيْتُمُونِي أُصَلِّي فَإِذَا حَضَرَتِ الصّلاةُ فَلْيُؤَذِّنْ لَكُمْ أَحَدُكُمْ وَلْيَؤُمَّكُمْ أَكْبَرُكُمْ * "
(رواه الإمام البخاري في الأدب المفرد)

الآن طائفة من الأقوال التربوية

روى الجاحظ أنَّ عقبة بن أبي سفيان لمَّا دفع ولده إلى المؤدِّب قال له : " ليكن أوَّل ما تبدأ به من إصلاح بنيَّ إصلاح نفسك ، فإنَّ أعينهم معقودةٌ بعينك ، فالحسن عندهم ما استحسنتَ ، والقبيح عندهم ما استقبحتَ".
فإذا كان المعلِّم يدخِّن وهو قدوة ، أو إذا سبَّ المعلِّم الدين مرَّةً .. مثلاً .. والله هذه مشكلةٌ كبيرةٌ جداً فهو معلم وقدوة ، وإذا كان يكذب مثلاً.. انتهى الجيل بذلك ، الأب معلم فإذا كذب وقال لابنه قل له : أبي ليس هنا ، فهذا موضوع كبير جدا .. معنى ذلك أنك تكذب ، أو تكذب الأم أحياناً على زوجها : لم أذهب إلى مكان .. فيقول : اتصلتُ هاتفياً ولم تجيبي ! فتقول أمام ابنتها : الهاتف أحياناً يتعطل .. تكذب على زوجها أمام ابنتها فتنتهي الابنة وكذلك الابن . قال له : فإن الحسن عندهم ما استحسنتَ والقبيح عندهم ما استقبحتَ .
المعلم مثلٌ أعلى ، لذلك بعض العلماء قالوا : لا يمكن أن تصلح الأمَّة إلا عن طريق التربية ، لا يمكن أن تنهض أمة إلا بدءاً من تربية الصغار .. وتربية الصغار تحتاج إلى معلِّم .. إذاً لابدَّ من إعداد المعلِّم . أنا أرى أنه إذا كانت الأمة متخلِّفة وأرادت أن تصبح أمة متقدِّمة فأوَّل خطوة هي : إعداد المعلِّم المثقَّف الأخلاقي ، صاحب المبدأ ، ليبدأ بتربية الصغار وهي الخطوة الأولى نحو التقدُّم .
" الحسن عندهم ما استحسنتَ والقبيح عندهم ما استقبحتَ .. علِّمهم سِيَرَ الحكماء وأخلاق الأدباء ، وتهددْهم بي " .. أي أن يكون هناك تعاون بين الآباء والمعلِّمين .. وأدِّبهم دوني ، وكن لهم كالطبيب الذي لا يعجل بالدواء حتى يعرف الداء ، ولا تَّتكِلَنَّ على عذرٍ منّي ، فإني قد اتكلت على كفايةٍ منك .
هذا وصية وليّ طالب لمؤدِّب ابنه .. أعيدها عليكم مرة ثانية .. قال له :
" ليكن أوَّل ما تبدأ به من إصلاح بنيَّ إصلاح نفسك ، فإنَّ أعينهم معقودةٌ بعينك ، فالحسن عندهم ما استحسنتَ ، والقبيح عندهم ما استقبحتَ، علِّمهم سيِرَ الحكماء وأخلاق الأدباء وتهدَدْهم بي وأدِّبهم دوني ، وكن لهم كالطبيب الذي لا يعجل بالدواء حتى يعرف الداء ، ولا تتَّكِلَنَّ على عذرٍ منّي فإنِّي قد اتكّلتُ على كفايةٍ منك " .
ابن خلدون في مقدمته يروي أن هارون الرشيد لما دفع ولده الأمين إلى المؤدِّب قال له : " إنَّ أمير المؤمنين قد دفع إليك مهجة نفسه وثمرة قلبه ـ أقول للمعلمين : الطبيب عمله مع المرضى ، والمحامي مع أصحاب المشاكل ، والنجار مع الخشب ، والحدَّاد مع الحديد ، والمعلم مع أفضل فئة في المجتمع مع الصغار .. طُهرٌ على براءة على صفاء على عفويّة على ذاتيِّة .. وهؤلاء الذين أمامك أيُّها المعلِّم ثمرة قلوب آبائهم ، فعندما يقدِّم الإنسان ابنه لمعلم فقد قدَّم له أثمن ما يملك ـ فصيَّرَ يدَك عليه مبسوطة وطاعته لك واجبة ، فكن له بحيث وضعك أمير المؤمنين ، أقرئْه القرآن وعرِّفه الأخبار ورَوِّهِ الأشعار وعلّمه السُنن وبصِّره بمواقع الكلام وامنعه من الضحك إلا في أوقاته ، ولا تمرَّنَّ بك ساعة إلا وأنت مغتنم فائدةٍ تفيده إيَّاها من غير أن تحزنه فتميت ذهنه ، ولا تُمعن في مسامحته فيستحلي الفراغ ويألفه ، وقوِّمه ما استطعت بالقرب والملاينة فإن أباهما فعليك بالشدَّة " .
نصائح تربويَّة .. في أحد المرَّات كنت أعاين بيتاً ليشتريه أحد إخواننا ، ونحن نتجوَّل في غرفه فوجدنا بأحدها طفلاً مضطجعاً على ظهره ورافعاً أرجله فوق بعضها ويتابع برنامجاً في التلفزيون .. دخلنا وخرجنا ولم يتحرَّك ولم يغيَّر من وضعه إطلاقاً وأبوه معنا .. فما هذه التربية؟!
من علامات آخر الزمان يصبح الولد غيظاً .. يفيض اللئام فيضاً، ويغيض الكرام غيضاً ويكون الولد غيظاً والمطر قيظاً .
أحد الخلفاء نصح مؤدِّب ابنه قال له : " علِّمهم الصدق كما تعلِّمهم القرآن ـ أحيانا تسأل ابنك من أين هذا القلم ؟.. فيقول : رفيقي أعارني إياه . فتُصدِّقه .. أو تشعر بأن الكلام ليس صحيحاً ، وتتغافل عنه ستتكلف نصف يوم في تحقيق ذلك ، فتذهب إلى المدرسة وتستدعي رفيقه.. فإن فعلتها مرة واحدة عرف الابن أن الكلام عليه محاسبة ، فقد يكون قد أخذه خفيةً ، فإن وجدت مع ابنك شيئاً ليس له فلا تصمت .. تتبَّع ، اسأل ، حقِّق.. اذهب إلى المدرسة بنفسك في اليوم الثاني وإلا تفاقم الأمر ـ واحملهم على الأخلاق الجميلة وروِّهم الشعر ، وجالس بهم أشراف الرجال وأهل العلم منهم " .
أحيانا يكون عند الأب سهرات وزيارات في العيد ، فخذ معك ابنك ليرى هؤلاء الرجال ويرى مجتمعك وأقرباءك وأصدقاءك ، والكلام المهذب والأحاديث العلمية اللطيفة ويرى مجلساً راقياً .. أمَّا إن تركته مع رفاقه فمزح وكلام فارغ .. اجعله معك دائماً يسمع منك ومن توجيهاتك ويشاهد أخلاقك ومبادئك ، " وجنِّبهم السفلة فإنَّهم أسوأ الناس أدباً ، وَقِّرْهم في العلانية ـ لا يُهن أحد ابنه أمام أحد كأقربائه أو اخوته أو أصدقائه ـ وأنِّبهم في السر ـ فالخطأ الكبير أن تعنِّف ابنك أمام أحد ـ واضربهم على الكذب " ـ أخطر شيء الكذب : إنَّ الكذب يدعو إلى الفجور وإنَّ الفجور يدعو إلى النار .
وقال أحد الحكماء لمعلِّم ولده : " لا تخرجهم من علمٍ إلى علمٍ حتَّى يحكموه ، فإن اصطكاك العلم بالسمع وازدحامه في الوهم يُضلُّ المتعلِّم ويعيق فهمه " .
وابن سينا ينصح في تربية الأولاد أن يكون مع الصبيِّ في مكتبه صِبْيَةٌ حسنةٌ آدابهم مرضيَّةٌ عاداتهم ، لأن الصبيّ عن الصبيِّ ألقن وهو عنه آخذ وبه آنس " ، لقد قرأت بحثاٌ في علم النفس يؤكِّد بعد كثير من التجارب أنَّ ستين في المائة مما يأخذه الطفلَّ يأخذه عن أصدقائه وأقلِّ من هذه النسبة بكثير عن أبيه وأمه .
أيها الإخوة : أخطر عمل كُلِّفنا به هو : تربية أولادنا ، وهو أجلُّ عمل وأطوله أمداً .. فأي عملٍ تفعله ينتهي عند الموت ، أما تربية أولادك تبدأ بعد الموت ، ويكون الابن استمراراً لأبيه ، ويكون صدقةً جارية ، وقد يقول أحدكم : إن ابني كثير الصعوبة ، فأجيبه على ذلك وأقول له : استعن بالله ولا تعجز .. فعندما يعلم ربنا عزَّ وجلَّ منك صدقاً في تربيته ، واهتماماً ورغبةً وإلحاحاً ، فسيهديك الله عزَّ وجلَّ إلى سواء السبيل وإلى الأساليب الناجحة والمؤثِّرة .
فإنِّي أعرف إحدى الأسر ابنهم رسب ست سنوات في الشهادة الإعدادية ، وأصرَّت والدته أن يصبح طبيباً ، دروس خاصةٌ ومتابعةٌ ، وأصبح الآن طبيباً للأسنان ، بعض الآباء يقول عن ابنه : إنه لا يصلح للدراسة فيتركه من أول بادرة تقصير دون متابعة وهذا خطأ جسيم ، فيجب أن لا تضعف همَّتك فكبار العلماء .. مثلاً توفيق الحكيم .. وهو أحد كبار الأدباء في الأدب العربي ( أما في الدين فلا ) كان ضعيفاً في اللغة العربية وهو في التعليم الثانوي .
انشتاين ، أكبر عالم في الفيزياء والكيمياء طُرد من المدرسة لضعفه في مادة الفيزياء ، قد يكون الطفل المقصِّر طاقاته لم تُدرَس ، لا توجد ظروف استثارت ما فيه من طاقاتٍ كامنةٍ ، فلا تيأس سريعاً من ابنك، فعسى أن يكون العلم مفيداً له أكثر من العمل ، فسيعمل بعد ذلك ، أما إذا بدأ جاهلاً فمشكلته كبيرة ، فالمفروض أن يستنفد الإنسان كل طاقاته ، وإن لم يكن قد تعلَّم العلم العادي ، فليعلِّمه العلم الديني ، فلا مانع من أن يطلب العلم في مسجد فهذا علم كذلك ، بل أرقى علم ، فمن كان له مجلس علم فاسمه عالم ، فإني أعجب من شخص له في المسجد ثلاثَ عشر عاماً ويقول : أنا غير متعلم ! .. فكيف ذلك ؟ .. ثلاثة عشرة سنة وكل أسبوع ثلاثة دروس (تفسير وحديث وسيرة وفقه وخطبة ) ولستَ متعلماً ؟! بل متعلمٌ وأكثر ، فهذا الكلام يجب أن لا نتكلمه ، فطالب العلم بالمسجد متعلِّم ، والأبلغ من ذلك : كفى بالمرء علماً أن يخشى الله ، فكل من استقام على أمر الله -والله لا أبالغ -فهو عالم .. عالم .. عالم ولو كان أميّاً ولو كان لم يحصل على الشهادة الإعدادية ، من غض بصره وكان دخله حلالاً ولم يكذب أو يغش ولم يعمل عملاً سيئاً ، ويقول : لستُ متعلماً .. فهذا كلام الشيطان .. فأنت متعلمٌ أكثر ، فمن عرف الله في مسجد فهو طالب علم ، فكلُّنا طلاب علم .. فإني لا أسمح لأحد له مجلس علم ويقول : لستُ متعلماً، أهلي لم يعلموني .. أنت تتعلم عندنا ، فهذا علم .
يقولون : أحدهم عنده درجة ـ الليسانس ـ فما هي هذه الدرجة ؟ أي أن عنده ثمانية مواد في ستة أشهر قد درسهم ، وعنده دوام في الجامعة يومياً خمس أو ست ساعات ، فقرأ عدداً من الكتب وتقدم للفحص ونجح فحصل على درجة ـ الليسانس ـ فمن تعريفات الجامعة .. أنها مدرسة يدخلها الطالب جاهلاً متواضعاً ، ويخرج منها جاهلاً متكبراً .. فإنني ألحُّ على أنه إذا كان للإنسان مجلسٌ للعلم فليس اسمه جاهلاً بل عالماً ، أو طالباً للعلم فهذا أكمل ، فلا تقل عالم بل قل : طالب علم .. لأنه يظلُّ المرء عالماً ما طلب العلم ، فإذا ظنَّ أنه قد علم فقد جهل ، في اللحظة التي تتوهَّم أنَّك تعلَّمت فأنت جاهل .
في الحقيقة كنت أقول لإخواننا دائما : هناك علمٌ ممتع .. فأنت تقرأ قصيدةً شعرية رائعة أو قصة مثيرة جداً فهذا أدبٌ ممتعٌ ، وهناك علمٌ ممتع نافع .. فإن كنت مختصاً اختصاصاً نادراً ويقف على بابك أكثر من خمسين شخصاً وكل منهم يدفع لك ألف ليرة فأنت متعلم ولكن مع العلم تقبض المال فهذا علم ممتع نافع ، لكن العلم الديني .. علمٌ ممتعٌ نافعٌ مسعدٌ في الدنيا والآخرة ، أي أن أرقى علم هو : العلم الديني .. ممتع ونافع ومسعد ، أما أنَّه ممتع .. فلا أعظم من كلام الله قراءةً وحفظاً وتفهُّماً وتدَّبراً وتطبيقاً ، ولا أعظم من كلام رسول الله أو سير صحابة رسول الله، أمَّا أنَّه نافع .. فعندما يستقيم الإنسان يستحق من الله الإكرام ، فسرُّ توفيقك في الحياة استقامتك .
فكم من إنسان انزلق ، فقد حدثني أحد الإخوان بقصة حدَثْت في الشام : أن سائق سيارة أجرة استوقفته امرأة وطلبت منه الذهاب إلى أي مكان يريده ، فسقط معها .. وقد ناولته ظرفاً به خمسة آلاف دولار ورسالة كتب فيها ( مرحباً بك في نادي الإيدز ) ، وعندما ذهب لصرف المبلغ وجده مزوراً فدخل السجن وأصيب بالمرض العُضال ومات ، هذا هو الجهل ، فلو كان يحضر مجلس علم لامتنع عنها وطردها .
" العلم يحرسك وأنت تحرس المال ، والمال تُنقِصُهُ النفقة والعلم يزكو على الإنفاق " .
فلذلك يا إخواننا الكرام العلم الديني في الحقيقة هو أمتع شيء في الحياة ، وهو نافع وهو سر نجاحك في الحياة ، وسر مكانتك العالية وثقة الناس بك ، فالأمين موثوق ، والمستقيم مكرَّم وعظيم كثيراً ، فأصبح العلم الديني ممتعاً ونافعاً ومسعداً في الدنيا والآخرة ، لذلك فالإنسان يجب أن يختار العلم الديني .
" النبي دخل المسجد فرأى رجلاً قال : من هذا ؟ .. قالوا : هذا نسَّابة . قال : وما نسَّابة ! .. فقالوا : يعرف أنساب العرب . فقال عليه الصلاة والسلام : ذلك علمٌ لا ينفع من تعلَّمه ، ولا يضرُّ من جهل به "

........عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ قَلْبٍ لا يَخْشَعُ وَمِنْ دُعَاءٍ لا يُسْمَعُ وَمِنْ نَفْسٍ لا تَشْبَعُ وَمِنْ عِلْمٍ لا يَنْفَعُ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَؤُلاءِ الأرْبَعِ .... *


إذاً فالعلم الدينيّ هو العلم الحقيقيّ ، والإمام الغزالي يقول : "حيثما وردت كلمة العلم في القرآن الكريم فإنَّما تعني العلم بالله ". هذا أرقى علم وأشرف علم، فمن كان له مجلس علم يقول: أنا متعلم ونصف ، وإن لم يكن معه كفاءة ، لوجود ثلاثة دروس كل أسبوع ، ولفترة ثلاثَ عشرة سنة ، فأصبحت عالماً وزيادة ، فالانتساب لمجلس علم دليلٌ على أنَّك طالب علم ، كن عالماً أو متعلماً أو مستمعاً أو محباً ولا تكن الخامسة فتهلك .
والحمد لله رب العالمين
* * *
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
تربية الأولاد فى الإسلام للشيخ محمد راتب النابلسى بقية الحلقة الأولى
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات عائلة شرير :: الأقسام العامة :: المنتدى الاسلامى-
انتقل الى: